وما يزدهيني قول كل مموه ... وليس له بالمعضلات يدان
وإني لنهاض بكل عظيمة ... يضيق عليها ذرع كل جبان
ويزعم أني في البيان مقصر ... ويأبى بياني واقتدار لساني
نهضت بها وحدي وغيري مدع ... يشارك أهل القول شرك عناني
أينسى مقامي إذ أكافح دونه ... وقد طار قلب الذعر بالخفقان
ويذكر يوماً قمت فيه بخطبة ... كآثار عهد الماء بالسيلان
فقرّي جعارُ إن دونك حارِشاً ... يمنّيك بالإخلاف والولعان
وما هو إلا المرء يقطع رأسه ... وإن دهنوه حيلة بدهان
تهاون بالأنصاف حتى أحله ... وقد كان ذا عز بدار هوان
ولو كان يعطي الزائرين حقوقهم ... لما تركوه في يد الحدثان
وقوله:
الى كم يجدّ المرء والدهر يلعب ... ويبعد عنه الأمن والخوف يقرب
وهل نافعي إن كنت سيفاً مصمماً ... إذا لم يكن يلقى بحدي مضرب
أبيّتُهُم والليل كالنفس أسود ... وأهجمهم والصبح كالطرس أشهب
فلا أنا عما رمت من ذاك مُقْصِرٌ ... ولا خيل عزمي للمقادير تغلب
أبا حسن سائل لمن شهد الوغى ... لئن كنت لم أصبح أهش وأطرب
وأعتنق الأبطال حتى كأنّما ... يعانقني عنهم من البيض ربرب
ومنها:
وفي كل باب قد ولجت لكيدهم ... ولكن أمور ليس تقضى فتصعب
فوا أسفاً كم قد أبيت بذلة ... وسيفي ضجيعي والجواد يقرب