وقال السيوطي في تدريب الراوي ص ٥١٤: " من أصحاب المذاهب المتبوعة: الأوزاعي، وكان له مقلدون بالشام نحواً من مائتي سنة ومات ببيروت سنة سبع وخمسين ومائة ". وقد وجدنا مرجعاً لمذهب الأوزاعي غير كتب الخلاف هو كتاب الجامع للامام الترمذي، فإنه يتعرض لذكر مذهب الأوزاعي في سرده لمذاهب العلماء في العمل بالحديث. وكان الأوزاعي لمكانته يصلح للخلافة، كما ذكر الذهبي. وقال أبو إسحاق الفزاري: " لو خيرت لهذه الأمة لاخترت لها الأوزاعي". لكنه لم يتعاط السياسة ولا تطلع للمناصب، بل زهد في الدنيا على الرغم من إقبالها عليه، وقد طلب للقضاء فامتنع. ولما مات لم يخلف إلا ستة دنانير!!. وكان الأوزاعي صاحب حكم ومآثر، ومن أقاويله الجامعة: " عليك بآثار من سلف إن رفضك الناس، وإياك ورأي الرجال وإن زخرفوه بالقول فإن الأمر ينجلي وأنت على طريق مستقيم ". ومراده بالرأي المجرد عن دليل شرعي المتبع للهوى. وقال: "خمسة كان عليها الصحابة والتابعون: لزوم الجماعة، واتباع السنة، وعمارة المساجد، والتلاوة، والجهاد". =