للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

استنفرت أهل عكاظ فلما بلَّحوا١علي جئتكم بأهلي وولدي، ومن أطاعني؟ قالوا: بلى، قال: فإن هذا قد عرض عليكم خطة٢ رشد اقبلوها" الحديث٣.

فكان عروة أحد المفاوضين مع قريش في هذا الصلح.

تلك مكانة قبائل هوازن لدى المكيين الذين كانوا محل عناية واحترام عند سائر قبائل العرب بحكم أنهم سكان بيت الله الحرام وحجابه وأهل سقايته، فكانت هذه المزية إحدى أسباب احترام قريش وتقديرها من قبائل العرب الأخرى.

٣- تبادل المصالح المشتركة:

لقد كانت الصلات قوية بين أهل مكة وأهل الطائف، تجمع بينهم روابط قوية من المصالح المشتركة، فالأسواق العربية الكبرى٤ كانت تقوم في المنطقة الواقعة بين مكة والطائف في ديار هوازن فيستفيد منها الجميع، كما كانت الطائف تسد النقص الذي تعاني منه مكة المكرمة، وهو افتقارها إلى الزراعة مع شدة حرارة جوها في فصل الصيف، وكانت الطائف خصبة التربة تنمو فيها الفواكه والزروع المختلفة، إلى جانب جوها اللطيف في فصل الصيف لقيامها على قمة جبل غزوان٥، وتحف بها وديان كثيرة تسيل فيها المياه عند سقوط الأمطار، وحولها عيون وآبار كثيرة٦.

لذلك كانت الطائف مصيف أهل مكة المكرمة.


١ بلّحوا: بالموحدة وتشديد اللام المفتوحتين ثم مهملة مضمومة، أي امتنعوا وأبوا. (ابن الأثير: النهاية في غريب الحديث١/١٥١. وابن حجر: فتح الباري ٥/٣٣٩) .
٢ خطة رشد: بضم الخاء المعجمة: أي عرض عليكم أمرا واضحا في الهدى والاستقامة. (ابن الأثير: النهاية في غريب الحديث ٢/٤٨) .
٣ البخاري: (الصحيح ٣/١٧٠) ، كتاب الشروط، باب الشروط في الجهاد والمصالحة مع أهل الحرب.
٤ من أشهرها: سوق عكاظ (انظر ياقوت: معجم البلدان ٤/١٤٢. وابن خميس: المجاز ص٢٣٩- ٢٤٢. وعبد القدوس الأنصاري: بين التاريخ والآثار ص٣٧- ٤٤. وسعيد الأفغاني: أسواق العرب ص٣٣٣. وباشميل: غزوة حنين ص٤٦) .
٥ جبل غزوان: هو الجبل الذي تقع عليه مدينة الطائف.
٦ انظر: (ياقوت: معجم البلدان ٤/٩-١١.والسهلي: الروض الأنف٧/٢٦٣-٢٦٤. وابن حجر: فتح الباري ٨/٤٣.والبلادي: نسب حرب ص٣٦٧.وابن خميس: المجاز ص٢٥٤-٢٥٥، ٢٥٧، ٢٦٤-٢٦٥.وباشميل: غزوة حنين ص٢٠٠-٢٠٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>