للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكان للأغنياء من أهل مكة بها بساتين وزروع، فكان لعتبة وشيبة ابني ربيعة١ بستان في الطائف، وهو الذي لجأ إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد أن خرج من الطائف طريدا عندما ذهب يطلب نجدتهم بعد وفاة عمه أبي طالب وزوجه خديجة بنت خويلد - رضي الله عنها -٢.

وكان للعباس بن عبد المطلب عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مال بالطائف، كرم كان يحمل زبيبه إلى مكة فينبذ فيسقى به الحجاج وكان ذلك دأبه في الجاهلية والإسلام، ثم كان عبد الله بن عباس يفعل مثل ذلك، ثم كان عليّ بن عبد الله بن عباس يفعل مثل ذلك٣.

وكان لأبي سفيان بن حرب مال بالطائف أيضا يسمى "ذا الهرم"٤ وكان لعمرو بن العاص مال بالطائف يسمى "الوهط"٥.

قال ياقوت: "وهو كرم كان على ألف ألف خشبة شرى كل خشبة بدرهم، وكان أكداس الزبيب في وسط البستان كأنها حرار سود، ثم صار هذا البستان لابنه عبد الله بن عمرو بن العاص بعد وفاة عمرو بن العاص - رضي الله عنهم -. وكان أهل مكة يستهلكون كثيرا من أعناب الطائف ورمانها ويجلبون منها الزبيب والأدم"٦.

كما كان الثقفيون يشاركون في قوافل مكة التجارية، وكان كثير من رجالهم حلفاء للقرشيين، وقد بلغ بعضهم مبلغ السيادة في البطون القرشية، كالأخنس بن شريق حليف بين زهرة الذي كان مسموع الكلمة فيهم مطاعا.


١ قتل عتبة وربيعة يوم "بدرالكبرى" على كفرهما. (سيرة ابن هشام ١/٤٢٠) .
٢ المصدر السابق ١/٧٠٩.
(الواقدي: المغازي ٢/٨٣٨) .
٤ ذو الهرم: بفتح الهاء وإسكان الراء وميم. (الواقدي: المغازي ٣/٩٧١. وابن قيم الجوزية: زاد المعاد ٣/٥٠٠. والزرقاني: شرح المواهب اللدنية ٤/٩) . ووقع في زاد المعاد "ذو الهدم" بالدال المهملة وهو خطأ.
٥ الوهط: بفتح أوله وسكون ثانيه، وطاء مهملة. (ياقوت: معجم البلدان ٥/٣٨٦. والذهبي: تذكرة الحفاظ ١/٤٢، وسير أعلام النبلاء ٣/٨٩. وابن خميس: المجاز بين اليمامة والحجاز ص٢٥٥- ٢٥٦) .
٦ الأدم: بضم الهمزة والدال: جمع أديم وهو الجلد. (الفيروزآبادي: القاموس المحيط ٤/٧٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>