للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فعله النبي - صلى الله عليه وسلم - أو نحوه ممّا يعلم أنه لم يحضره لصغر سنه أو تأخر إسلامه، (فمحكوم بصحته على المذهب الصحيح) الذي قطع به الجمهور من أصحابنا وغيرهم، وأطبق عليه المحدثون المشترطون للصحيح القائلون بضعف المرسل، وفي الصحيحين من ذلك ما لا يحصى١، لأن أكثر رواياتهم عن الصحابة وكلهم عدول، ورواياتهم عن غير الصحابة نادرة، وإذا رووها بينوها، بل أكثر ما رواه الصحابة عن التابعين ليس أحاديث مرفوعة، بل إسرائيليات أو حكايات أو موقوفات"٢. إ?

والحديث بهذا يكون حسنا لغيره، وهو نص في أن الذي تولى هدم العزى هو خالد بن الوليد - رضي الله عنه -.

وقد ذكره ابن إسحاق معضلا، وابن أبي شيبة عن عبد الله بن أبي الهذيل مرسلا٣، وأطبق على ذلك علماء المغازي والتفسير.

وأما وجود العزى فقد ثبت في القرآن الكريم، في قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتُمُ اللاتَ وَالْعُزَّى} ، [سورة النجم، الآية: ١٩] .

وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:

١٥- "من حلف فقال في حلفه: واللات والعزى، فليقل: لا إله إلاَّ الله". الحديث..لفظ البخاري٤.

هذه إحدى السرايا التي بعثها الرسول - صلى الله عليه وسلم - لضرب معاقل الوثنية وهدم ما تبقى من أعلامها، لأن هدف الإسلام الأول، هو تثبيت عقيدة التوحيد في نفوس الناس، وبيان أن هذه الأوثان والأصنام لا يصح أن تعبد من دون الله، وعبادتها ضرب من


١ مثل محمود بن الربيع وعبد الله بن عباس وعبد الله بن عمرو والسائب بن يزيد.
(السيوطي: تدريب الراوي ص١٢٦، والسخاوي: فتح المغيث ١/١٤٦) .
٣ انظر: الحديث رقم ١١، ١٣.
٤ الصحيح (٦/١١٧) تفسير سورة النجم و٨/٢٣ كتاب الأدب، باب من لم ير إكفار من قال ذلك متأولاً أو جاهلا، و٨/٥٦ كتاب الاستئذان، باب كل لهو باطل إذا شغل عن طاعة الله الخ. و٨/١١٢ كتاب الأيمان والنذور، باب لا يحلف باللات والعزى ولا بالطواغيت.
ومسلم: الصحيح (٣/١٢٦٧- ١٢٦٨) كتاب الأيمان، باب من حلف باللات والعزى، فليقل: لا إله إلا الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>