للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٢١- قال حدثني محمود١، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، -ح٢- وحدثني نعيم٣، أخبرنا عبد الله، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه قال: بعث النبي - صلى الله خالد - بن الوليد إلى بني جذيمة، فدعاهم إلى الإسلام فلم يحسنوا أن يقولوا أسلمنا، فجعلوا يقولون صبأنا٤ صبأنا، فجعل خالد يقتل منهم ويأسر٥، ودفع إلى كل رجل منا أسيره٦، حتى إذا كان يوم٧ أمر خالد أن يقتل كل


١ محمود: هو ابن غيلان العدوي مولاهم.
(ابن حجر: فتح الباري ٨/٥٧، وتهذيب التهذيب ١٠/٦٤) .
(ح) هذه لها أربعة معان:
أ - أن المراد بها التحويل من سند إلى سند آخر، وهذا هو المشهور.
ب - أنها من الحيلولة أي حالت بين السند الأول والسند الثاني، بمعى فصلت بين إسنادين.
?- أنها إشارة إلى بقية الحديث، كأنه قال لك اقرأ الحديث.
د- أن المراد بها صح، كأنه يقول: الإسناد الأول صحيح، هؤلاء رواته، والإسناد الثاني صحيح وهؤلاء رواته. وحسن إثبات صح هنا لئلا يتوهم أن حديث هذا الإسناد سقط، ولئلا يركب الإسناد الثاني على الأول، فيجعلا إسنادا واحدا. (انظر: المقدمة ابن الصلاح ص٢١٨- ٢١٩ مع (التقييد والإيضاح) ، وتقريب النووي ص٣٠٣- ٣٠٤ مع (تدريب الراوي) .
٣ نعيم: هو ابن حماد، وعبد الله: هو ابن المبارك (ابن حجر: فتح الباري ٨/٥٧) .
٤ قوله: "صبأنا صبأنا" قال ابن حجر: هذا من ابن عمر راوي الحديث، يدل على أنه فهم أنهم أرادوا الإسلام حقيقة، ويؤيد فهمه أن قريشا كانوا يقولون لكل من أسلم صبأ، حتى اشتهرت هذه اللفظة، وصاروا يطلقونها في مقام الذم. ومن ثم لما أسلم ثمامة بن أثال وقدم مكة معتمرا قالوا له: صبأت؟ قال: لا بل أسلمت، فلما اشتهرت هذه اللفظة بينهم في موضع أسلمت استعملها هؤلاء.
وأما خالد فحمل هذه اللفظة على ظاهرها، لأن قولهم "صبأنا" أي خرجنا من دين إلى دين، ولم يكتف خالد بذلك حتى يصرحوا بالإسلام.
وقال الخطابي: يحتمل أن يكون نقم عليهم العدول عن لفظ الإسلام، لأنه فهم عنهم أن ذلك وقع منهم على سبيل الأنفة، ولم ينقادوا إلى الدين فقتلهم متأولا قولهم. (فتح الباري ٨/٥٧) .
٥ وعند النسائي "وجعل خالد قتلا وأسرا". وعند أحمد "وجعل خالد بهم أسرا وقتلا".
قال ابن حجر: وفي كلام ابن سعد أن خالدا أمرهم أن يستأسروا فاستأسروا فاكتف بعضهم بعضا، وفرقهم في أصحابه.
ثم قال ابن حجر: فيجمع بأنهم أعطوا بأيديهم بعد المحاربة. (فتح الباري ٨/٥٧، وانظر: (الطبقات الكبرى لابن سعد ٢/١٤٧- ١٤٨) .
٦ وعند أحمد "ودفع إلى كل رجل منا أسيراً".
٧ وعند النسائي وأحمد وعبد بن حميد "حتى إذا أصبح يوماً".

<<  <  ج: ص:  >  >>