للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

رجل منا أسيره، فقلت١: والله لا أقتل أسيري، ولا يقتل رجل من أصحابي أسيره، حتى قدمنا على النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكرناه٢، فرفع النبي - صلى الله عليه وسلم - يديه، فقال: "اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد مرتين" ٣٤.

والحديث رواه أحمد، وعبد بن حميد، كلاهما عن عبد الرزاق، عن معمر به٥.

ورواه النسائي من طريق هشام٦ بن يوسف، وعبد الرزاق، ومن طريق عبد الله بن المبارك ثلاثهم عن معمر به٧.

والحديث صريح في أن خالدا قتل بني جذيمة لعدم تصريهم بالإسلام، واقتصارهم على قولهم "صبأنا" فلم يقبل ذلك خالد منهم ولم يعتبره عاصما لدمائهم، وهذا يرد ما جاء في الروايات المتقدمة من أن خالدا قتلهم ثأرا بعمه الفاكه بن المغيرة.

ولذا فقد أورد ابن كثير الأحاديث التي ساقها ابن إسحاق، التي ظاهرها أن ما وقع من خالد بن الوليد مع بني جذيمة كان بدافع الانتقام والأخذ بثأر عمه، ثم عقب بقوله "وهذه مرسلات ومنقطعات".

ثم أورد حديث ابن عمر بإسناد أحمد بن حنبل، ثم قال: ورواه البخاري والنسائي من حديث عبد الرزاق به نحوه٨.


١ وعند النسائي وأحمد وعبد بن حميد "قال ابن عمر: فقلت".
٢ وعند أحمد "قال: فقدموا على النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكروا له صنيع خالد".
وعند النسائي "قال: فقدمنا على النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكر له صنيع خالد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم، ورفع يديه، "اللهم إني أبرأ إليك" ... الخ.
وعند عبد بن حميد "فذكر له ما صنع خالد".
٣ وعند عبد بن حميد "مرتين أو ثلاثا".
٤ البخاري: (الصحيح ٥/١٣١ كتاب المغازي (باب بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - خالد بن وليد إلى بني جذيمة) . و٩/١ كتاب الأحكام، باب إذا قضى الحاكم بجور أو خلاف أهل العلم فهو رد. و٨/٦٣ كتاب الدعوات، باب رفع الأيدي في الدعاء تعليقا مختصرا. و٤/٨٠ كتاب الجزية، باب إذا قالوا صبأنا، تعليقا أيضا.
٥ أحمد: (المسند ٢/١٥٠- ١٥١، وعبد بن حميد: المسند ١/١٠٠ بسم الله الرحمن الرحيم) .
٦ هشام بن يوسف، هو: الصنعاني أبو عبد الرحمن. (ابن حجر: تهذيب التهذيب ١١/٥٧) .
٧ السنن ٨/٢٠٨ كتاب آداب القضاة (باب الرد على الحاكم إذا قضى بغير حق) .
(البداية والنهاية ٤/٣١٣- ٣١٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>