وقرأ سلام أبو المنذر:«والعصر» بكسر الصاد والراء. وهذا إنما يكون في نقل الحركة عند الوقف [كقولك:] مررت ببكر، نقلوا كسرة الراء إلى الكاف عند الوقف، وكذلك يفعلون في المرفوع، ولا ينقلون في المنصوب إلا في ضرورة شاعر. قال سيبويه: الوقف على الاسم بستة أشياء: بالإشمام، والإشباع، وروم الحركة، ونقل الحركة، والتشديد، والإسكان؛ وذلك [نحو] قولك جعفر جعفر جعفر. فأما روم الحركة فإنه يعرف بالنظر دون الحركة، ويعرفه البصير دون الأعمى. ومثله قوله في قراءة أبي عمرو:(وتواصوا بالصبر): [إنما أراد بالصبر] فنقل الحركة إذ كانت العرب لا تبتدئ إلا بمتحرك ولا تقف إلا على ساكن، قال الشاعر:
أرتنيَ حجلا على ساقها ... فهش الفؤاد لذاك الحجل
وقال آخر:
علمنا أخوالنا بنو عجل ... شرب النبيذ واعتقالا بالرجل
وقال آخر:
أنا جرير كنيتي أبو عمرو ... أضرب بالسيف وسعد في القصر