سألت أعرابيا عن الهلباجة فقال: هو الطويل [الضخم]، الأحمق، الكثير الفضول، الكثير الأكل، السيء الأدب، وإن وقفت نعته إلى غد، فليس في العيوب شيء أسوأ من الهلباجة. فلما دخلت الهاء لذلك استوى المذكر والمؤنث، فقيل امرأة همزة ورجل همزة، وامرأة فروقة ورجل فروقة، ولا يثني ولا يجمع؛ يقال: رجال همزة، ونساء همزة. قال النحويون: إذا أدخلوا الهاء في الممدوح ذهبوا به مذهب الداهية ذي الإربة و [هو] العقل، كما قيل رجل علامة، ونسابة.
فإذا أدخلوا الهاء في المذموم ذهبوا به مذهب البهيمة؛ ومثله قوله:(بل الإنسان على نفسه بصيرة): الهاء للمبالغة. ومثله قوله تعالى:(ولا تزال تطلع على خائنة منهم): الهاء للمبالغة. وأنشد:
تدلي بودي إذا لاقيتني كذبا ... وإن أغيب فأنت الهامز اللمزه
فالهامز المغتاب، واللامز العياب. قال الله تعالى:(ومنهم من يلمزك في الصدقات): أي يعيبك.
• "لمزة" بدل منه. والمهمزة عصا في رأسها حديدة تكون مع الرائض يهمز بها الدابة، والجمع مهامز. قال عدي [يصف فرسًا]: