«ره». وإنما صار الأمر والفعل على حرف واحد، والأصل ثلاثة لأن الهمزة سقطت تخفيفا، والألف سقطت للجزم، فبقي الأمر على حرف. ومثله مما يعتل طرفاه فيبقى الأمر على حرف قول العرب: ع كلامي، وش ثوبك، [وق زيدا]، ول الأمر، وف بالوعد، وأصله من وفي يفي، ووعى يعي، ووشى يشي، وولى يلي، فذهبت الياء للجزم، والواو لوقوعها بين ياء وكسرة، فبقي الأمر على حرف. قال الله تعالى:(وقنا عذاب النار) والأصل إوقينا، ذهبت الياء للجزم، والواو لوقوعها بين كسرتين، فبقيت قافٌ واحدةٌ، فتقول ق يا زيد، وقيا، وقوا. قال الله تعالى:(يأيها الذين آمنوا قوا أنفسكم): وكذلك تقول: ر يا زيد، وريا للاثنين، وروا للجماعة، ورَىْ يا هند. وريا مثل المذكرين ورين يا نسوة. فإذا وقفت علي [كل] ذلك قلتَ عه وقه بالهاء لا غير. والمصدر من رأيت في منامي أرمي رؤيا حسنة. والمصدر من رأيت بقلبي أرى رأيا، فالرأي في القلب، والرؤية بالعين، والرؤيا في المنام.
• وقوله تعالى:"كيف فعل" [«كيف»] توبيخ على لفظ الاستفهام، وهو اسم فزال الإعراب عنه لما استفهم [به] وضارع الحروف، فوجب أن يسكن آخره، فلما التقى في آخره ساكنان فتحوا الفاء. فإن قيل: فهلا حركوه بالكسر لالتقاء الساكنين إذ هو أكثر في كلام العرب؟ فقل: كرهوا الكسر مع الياء، والفتح