إلا في النادر، كقولهم شاهد وأشهاد، وناصر وأنصار، وصاحب وأصحاب. وقال ابن دريد: الصواب أن يكون أصحاب جمعا لصحب، كأنك جمعت صاحبا صحبا مثل شارب وشرب وتاجر وتجر وصاحب وصحب، ثم جمعت صحبا أصحابًا. قال أبو عبد الله بن خالويه: وهذا أيضًا شاذٌ؛ لأن فعلا لا يجمع على أفعال إلا في الشاذ، كقولهم فرخ وأفراخ، وثلاثة أفراخ في القلة، وفروخ وفراخ [في الكثير]. قال الحطيئة حين حبسه عمر رضي الله عنه:
ماذا أقول لأفراخ بذي مرخ ... زغب الحواصل لا ماء ولا شجر
[ألقيت كاسبهم في قعر مظلمة ... فارحم هديت إمام الناس يا عمرُ]
وجمع الفيل فيلة وفيول، مثل ديكة وديوك.
• "ألم يجعل"«يجعل» جزم بألم، ومعنى «ألم تر» في أول السورة وكل ما في كتاب الله تعالى: ألم تعلم، ألم تخْبر يا محمد، فهو من رؤية القلب والعلم لا من رؤية العين. وعلامة الجزم في يجعل سكون اللام. ومعناه ألم يصير كيدهم. والجعل يكون الخلق ويكون التصيير؛ قال الله تعالى:(وجعل الظلمات والنور): أي خلق، وقال:(إنا جعلناه قرآنا عربيا): أي صيرناه وبيناه.