للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جميع المحامد، والشكر الكامل لله - عز وجل -، فهو وحده يستحق الحمد بأجمعه، إذ له الأسماء الحسنى والصفات العلى، فله الحمد أولا وآخرا، وظاهرا وباطنا على الوجه الذي يرضيه سبحانه، ولهذا العموم في معنى الحمد تتابعت قراءات القراء، وعلماء الأمة على رفع {الْحَمْدُ} دون نصبها، الذي يحيل المعنى (١)، وقد تقدم القول في معنى لفظ الجلالة {اللَّهِ}.

{رَبِّ}: له معان كثيرة، والمراد به هنا: الخالق المالك الرازق، قال ابن عباس - رضي الله عنه -: يقول ــ يعني جبريل - عليه السلام - ــ: قل الحمد لله، الذي له الخلق كله، السماوات كلهن ومن فيهن، الأرضون كلهن من فيهن، وما بينهن، مما يعلم ومما لا يعلم (٢).

{الْعَالَمِينَ} جميع المخلوقات مما تقدم بيانه، مماعلم ومما لا يعلم، مالكهم الله - عز وجل -، وكل من ملك شيئاً فهو ربه، والرب: اسم من أسماء الله - عز وجل -، ولا يقال في غيره إلا بالإضافة، ومن العلماء من قال: إنه الاسم


(١) انظر توثيقه في (جامع البيان ١/ ١٣٥، ١٢٨ ـ والجامع لأحكام القرآن ١/ ١٣٣) بتصرف.
(٢) انظر (جامع البيان ١/ ١٤٢، ١٤٣) في إسناده بشر بن عمارة: ضعيف، ومعناه صحيح.

<<  <   >  >>