ومن هنا نستنتج أن سلوك الوسطية جانب تربوي أيضا، يجب توجيه المسلمين إليه أفرادا وجماعات، شعوبا وحكومات، وذلك لازم في شؤونهم الدينية والدنيوية، وهذا مستفاد من قوله تعالى: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (٦) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ}.
وبالجملة فآثار تربية الله - عز وجل - الفائضة على كل فرد من أفراد الموجودات في كل آن غير متناهية، ويمكن لممعن النظر أن يكشف من أسباب التربية وأسرارها التي أودعها الله في خلقه الشيء الكثير، فسبحان الرب الخالق ما أعظم شأنه، وما أقوى حجته وبرهانه، نسأله تعالى الهداية إلى مناهج العلم والمعرفة، ونسأله العون والتوفيق لأداء حقوق نعمه، لا نحصي ثناء عليه، لا إله إلا هو، نستغفره ونتوب إليه.
النظرة الثامنة عشرة
أقسام الناس حسب فهم الفاتحة:
قبل الشروع في الحديث عن أقسام الناس حسب فهمهم للفاتحة، ومعرفتهم بما تضمنت من مقاصد ودلالات، نرغب في بيان أنه من المهم إيراد هذا الفصل، عقب ما ذكرنا من صلة الفاتحة بأمور الدنيا والآخرة، حتى لا