للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

صارف له عن الوجوب إلى السنية، هذا أولا:

والثاني: أن الفاتحة قرآن، وقد قرر ذلك رحمه الله بقوله: "وأجمعت الأمة على أنها ــ يعني الفاتحة ــ من القرآن" (١)، فالقول بوجوب "آمين" هو الصحيح إن شاء الله، ولا يجوز تعمد تركها، ومن نسيها لا يجب عليه سجود السهو لقوله - صلى الله عليه وسلم -: (رفع عن أمتي الخطأ والنسيان) ولا يعارضه ما ورد فيه النص، وإن أراد بالسنية السكتة ذاتها، ففيه نظر لثبوت النص في المتفق عليه، أن من وافق تأمينه تأمين الملائكة، غفر له ما تقدم من ذنبه، فالمبادرة بآمين مطلوبة لذلك.

النظرة الثلاثون

أهمية قول آمين:

أهمية قول آمين بعد قراءة الفاتحة واضحة مما ورد في النصوص الثابتة من أنها سبب في المغفرة، وقد أخرج أبو داود من حديث أبي زهير النمري (٢)، قال: "خرجنا مع رسول الله ذات ليله، فأتينا على رجل قد ألحَّ في المسألة (٣)، فوقف النبي - صلى الله عليه وسلم -، يستمع منه" فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: أوجب إن ختم، فقال رجل من القوم: بأي شيْ يختم؟ ،


(١) الجامع لأحكام القرآن (١/ ١١٤).
(٢) أسد الغابة وذكر أن أبا زهير كنية لثلاثة اختلف العلماء فيهم فمنهم من عدهم ثلاثة، ومنهم من قال: إنهم شخص واحد وسماه يحي بن نفير (٥/ ٢٠٢).
(٣) يعني الدعاء.

<<  <   >  >>