للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}.

الاستعانه هنا لها جانبان:

الأول: يخص الاستعانه به سبحانه وتعالى على القيام بما فرض الله - عز وجل -، على عباده من العبادات ومن العون عليها هدايتهم وتوفيقهم لها، ومدهم بالصبر والثبات عليها، قال تعالى: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ} (١)، وقال تعالى: {وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} (٢)، وفي ذلك حبس للنفس عما حرم الله.

الثاني: يخص الاستعانة به سبحانه على ما أباح للعباد من الطيبات من أمور الدنيا البحتة، كحفظ الصحة والكسب الحلال، قال تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ} (٣)، وقال - عز وجل -: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ


(١) الآية (٤٥) من سورة البقرة.
(٢) الآية (٣٥) من سورة فصلت.
(٣) الآية (١٥) من سورة الملك.

<<  <   >  >>