كتاب الأحاديث الواردة في فضائل الصحابة

المطلب الأول: من عرفن بأعيانهن .. وفيه ستة وستون قسما - القسم الرابع عشر: ما ورد في فضائل بركة خادم أم حبيبة رضي الله عنهما - ج: 11 - ص: 221

المرأة التي شربت بوله - صلى الله عليه وسلم - صحيح. قال ابن الملقن: (لعله قاله تبعًا لعبد الحق، حيث قال: "ومما يلحق بالصحيح - على ما قاله الدارقطني -: حديث حكيمة بنت أميمة: كان للنبي - صلى الله عليه وسلم - قدح من عيدان تحت سريره، يبول فيه") اهـ. ثم أفاد أن ابن القطان اعترض عليه بأن الدارقطني لم ينص عليه بصحة، ولا يصح له ذلك، والغاية أنه ذكرها في من يلزم الشيخين إخراج حديثها، ولم ينص في حكيمة بتعديل ولا تجريح، والحديث متوقف الصحة على العلم بحالها، ولم تثبت ثقتها. ثم أثبت ابن الملقن ثقتها بأن ابن حبان ذكرها في الثقات (١)، ولكن لا يقر له بذلك لما عُلم من حال ابن حبان في التوثيق.

وحكيمة المذكورة أورد الهيثمى حديثها في مجمع الزوائد (٢) عن الطبراني في الموضع الثاني له، وقال: (ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن أحمد، وحكيمة، وكلاهما ثقة) اهـ.

وحكيمة لا أعلم أحدًا روى عنها غير ابن جريج (٣)، وجزم أبو نعيم (٤) بأنه لم يرو عنها غيره. وانفرد - في ما أعلم - ابن حبان بذكرها في الثقات - كما تقدم -. وقال ابن الملقن (٥): (لا يُعرف لها حال) اهـ (٦)،

---

(١) (٤/ ١٩٥).
(٢) (٨/ ٢٧١).
(٣) انظر - مثلًا -: تهذيب الكمال (٣٥/ ١٥٦) ت / ٧٨١٩.
(٤) كما في: الإصابة (٤/ ٢٤٠) ت/ ٩٨.
(٥) البدر المنير (٢/ ٢٢٦).
(٦) مع أنه كان أثبت ثقتها بذكر ابن حبان لها في الثقات. ولكن لعله ذكر ذلك في معرض الرد. وقوله بحهالتها جاء متأخرًا عنه - والله أعلم -.