للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والحديث من طريق حكيمة وصف ابن الصلاح (١) إسناده بأنه جيد، غير أنه ذكر أن بعض رواياته فيها اضطراب مانع من تصحيح ما اضطرب فيه منه - وسيأتي في هذا الحديث، وفي حديث أم أيمن (٢) بيان الاختلاف في سياق أسانيده، ومتونه -. ثم أفاد ابن الصلاح عن الدارقطني أن حديث


= ويظن ابن عبد البر في الاستيعاب (٤/ ٢٥١) أن بركة - خادم أم حبيبة - هي أم أيمن، وأورد الحديث في ترجمتها، ثم كأنه استدرك، وقال: (إنما بركة هذه: بركة بنت يسار - مولاة أبى سفيان بن حرب -، هاجرت مع زوجها قيس بن عبد الأسد إلى أرض الحبشة ... ) الخ. وتعقبه ابن دحية (كما في: البر المنير ٢/ ٢٣١)، والحافظ في الإصابة (٤/ ٢٥٠ ت/ ١٦٥)، واستظهرا أن أن الحبشية غير أم أيمن. واعتذرا له بأن كلًا منهما كانت تكنى أم أيمن، وتسمى بركة، وأن قصة البول تروى لأم أيمن - كذلك -.
وذكر الحافظ في ترجمة بركة بنت يسار (٤/ ٢٥٠) ت/ ١٦٦ أن بعض المغاربة (يعنى: ابن عبد البر، وابن دحية، أو أحدهما) ظن أنها بركة الحبشية، وليس كما ظن؛ لأن بركة بنت يسار من حلفاء بنى عبد الدار، وهى أخت بني تجراة من كندة، وليست حبشية، وإن اشتركتا في كونهما في أرض الحبشة مع المهاجرين.
والذي أميل إليه أنهما قصتان، وقعت إحداهما لبركة الحبشية، والأخرى لأم أيمن؛ لاختلاف أسانيدهما، وألفاظهما ... وهذا ما اختاره ابن دحية (كما في: البدر المنير ٢/ ٢٣١، والتلخيص الحبير ١/ ٤٣ رقم / ١١)، وابن حجر في الإصابة (٤/ ٤٣٣ ت/ ١١٤٥).
ودفع ابن الملقن في البدر المنير (٢/ ٢٢٩) أن تكون الشاربة هي أم أيمن، واستظهر من نسبتها في الحديث إلى أم حبيبة، وهجرها إلى الحبشة أما: بركة بنت يسار - عدها، والحبشية واحدة -، وبذلك جزم ابن دحية (كما في: المصدر نفسه ٢/ ٢٣٠).
وانظر: جامع الرعيني (٢/ ٢٦٩ - ٢٧١)، وفيض القدير (٥/ ٢٢٦ - ٢٢٧) رقم/ ٦٨٥٨.
(١) كما في: البر المنير (٢/ ٢٢٥ - ٢٢٧).
(٢) ورقمه/.

<<  <  ج: ص:  >  >>