للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

* القسم السابع والسبعون ومئتان: ما ورد في فضل صبيِّ امرأة من خثعم - رضي الله عنهما -

* عن سليمان بن عمرو بن الأحوص الأزدي قال: حدثتني أمي: أنها رأت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يرمي جمرة العقبة من بطن الوادي، وخلفه إنسان يستره من الناس أن يصيبوه بالحجارة، وهو يقول: (أيُّهَا النَّاس، لا يقتُلْ بعضُكمْ بعضًا. وإِذَا رمَيتُمْ فارمُوا بمثْلِ حصَى الخَذْف). ثم أقبل، فأتته امرأة بابن لها فقالت: يا رسول الله، إن ابني هذا ذاهب العقل، فادع الله له. قال لها: (ائتينِي بماءٍ). فأتته بماء في تور من حجارة، فتفل فيه، وغسل وجهه، ثم دعا فيه، ثم قال: (اذهَبِي فاغسِليه بهِ، واسْتشفِي الله - عزَّ وجَلَّ -). فقلت لها: هبي لي منه قليلا لابني هذا. فأخذتُ منه قليلًا بأصابعى، فمسحت بها شقة ابني فكان من أبر الناس. فسألتُ المرأة بعدُ: ما فعل ابنها؟ قالت: برئ أحسن برء.

هذا حديث رواه: ابن ماجه، والطبراني، والإمام أحمد، واللفظ حديث الإمام أحمد. ولابن ماجه في لفظه: عن أم جندب - رضى الله عنها - قالت: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رمى جمرة العقبة من بطن الوادي يوم النحر، ثم انصرف، وتبعته امرأةٌ من خثعم، ومعها صبى لها، به بلاء، لا يتكلم. فقالت: يا رسول الله، إن هذا ابني، وبقية أهلي، وإن به بلاء، لا يتكلم. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ائتوني بشيء من ماء). فأتي بماء، فغسل يديه، ومضمض فاه، ثم أعطاها، فقال: (أسقيه منه، وصبي عليه منه، واستشفي الله له). قالت: فلقيت المرأة، فقلت: لو وهبت لي منه؟ فقالت: إنما هو لهذا المبتلى. قالت: فلقيت المرأة من الحول، فسألتها عن الغلام. فقالت: برأ، وعقل عقلا ليس كعقول الناس.

<<  <  ج: ص:  >  >>