للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والسنة الثابتة، فنقلوهم من حيز الصحبة إلى حيز الإلهية والربوبية، وادعو فيهم العصمة والحفظ، واتبعوا كل ما ورد عنهم من غير نظر وتمحيص، لم يراعوا الصحة من الخطأ، ولا الثابت عنهم من غير الثابت، وهذا حقيقته العبادة لهم من دون الله - عز وجل -، وإن لم يقربها من صنع ذلك - نسأل الله الهداية، ونعوذ به من الغواية -.

* المسألة الخامسة: القول في تفضيل بعضهم على بعض

قرر الله - عز وجل - في كتابه، والنبي - صلى الله عليه وسلم - في سنته التفاضل بين المخلوقات، وأنها على مراتب، وأقدار، بله كل جنس ونوع فيما بين عناصره، وأفراده، وأنهم على درجات بعضها فوق بعض ... وأصل التفضيل بين أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، كتاب الله، وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -. قال - تعالى - (١): {لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى}. وروى الشيخان (٢) وغيرهما من حديث أبي سعيد - رضي الله عنه - قال: كان بين خالد بن الوليد، وبين عبد الرحمن بن عوف شيء، فسبه خالد، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إلا كسبوا أحدًا


(١) الآية: (١٠)، من سورة: الحديد.
(٢) خرجته من كتابيهما وغيرهما في فصل النهي عن سب أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، من الباب الأول، ورقمه/ ٣٤، ١٠١.

<<  <  ج: ص:  >  >>