للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأسأل المولى - جل ثناؤه - أن يهيء لي أسباب التوفيق، وطرق الرشاد، وله الحمد، والمنة، هو صاحب العون، والفضل في الأول والآخر، بلغت نعمه، وآلاؤه، وأتت من وراء ما ترنوا إليه الأبصار، وتتطلع إليه الآمال.

[(دواعي اختيار الكتابة في هذا الباب)]

الدواعي التي حثتني، وهيأتني للكتابة في هذا الموضوع الجليل بعد مشيئة الله - عز وجل - عدّة ... وأهمها:

أولًا: أني أحب إلهي، وديني، ورسولي - صلى الله عليه وسلم -. وكذا أحب من صحبوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأخذوا عنه، وبلغوا رسالته من بعده، وأتولاهم جميعًا (١)، وآخذ بسيرتهم وطريقتهم، وأسير على سبيلهم ونهجهم، وأترحم عليهم؛ لأن (حبهم سنة، والدعاء لهم قربة، والاقتداء بهم وسيلة، والأخذ بآثارهم فضيلة) (٢)، وأعرف لهم حبهم لله، ولرسوله - صلى الله عليه وسلم -، وحب الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - لهم، وعظيم مكانتهم في الدين، وبصيرتهم فيه، وقوقم على الدعوة إليه، وتقواهم، وبراءتهم مما يُطعن عليهم به ... فهم غرس من غرس


(١) السعيد من تولى جملتهم، ولم يفرق بين أحد منهم، واهتدى بهديهم، وتمسك بحبلهم. والشقي من تعرض للخوض فيما شجر بينهم، واقتحم خطر التفريق بينهم، وأتبع نفسه هواها في سب أحد منهم. فلله الحمد، والمنة أن أعاذنا من ذلك، ونسأله دوام نعمته، وتمامها - آمين -. عن المحب الطبري في الرياض النضرة (١/ ٣٣).
(٢) من كلام الإمام أحمد، كما في: طبقات الحنابلة (١/ ٣٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>