وما عليهم في إشراك غيره فيها أى: لو علموا ما تنتهى إليه عواقب هذين لمَاَ عدلوا عمّا هو لهم أنفع إلى ما هو لهم أضر، وهذا مكانه بعد قوله:(بل هم قوم يعدلون) .
ذكّرهم بما لا يكاد ينفك منه أحد إذا دُفع إلى شدة، واضطر إلى الانقطاع إلى الله تعالى، فدعاه فكشف شدته، وقوله:(وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ) أى: يقيم المظلوم مقام الظالم في أرضه، ويجعل من في العصر الثانى خلفا ممّن في العصر قبله، وهذا موضع يَنْسى فيه الإنسان سالفَ شدّته بِراهن نعمته، فقال: قليلٌ يذكِّركم ما مرّ في دهرهم من بلائهم وشرهم، وهذا موضع يليق به ما جاء فيه، وهو:(قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (٦٢) .