للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٧٣١ - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ كَثِير ابن عُبَيد (١) ، عَنْ بَقِيَّة (٢) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنُ عيَّاش (٣) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة: أنَّ النبيَّ (ص) قَرَأَ: (إِنْ يَدْعُونَ (٤) مِنْ دُونِهِ إِلَاّ أُنُثًا) (٥) ؟

قَالَ أَبِي: هَذَا كذبٌ لا أصلَ لَهُ، وَإِنْ كَانَ عَنْ عُرْوَة فهو صالح (٦) .


(١) روايته أخرجها الخطيب في "تاريخ بغداد" (٢/٢٠٢) ، ووقع عنده: «أنثى» بدل: «أُنُثًا» ، وعن الخطيب نقله السيوطي في "الدر المنثور" (٥/٢١-طبعة هجر) ، وفي نسخة مخطوطة منه: «أُنُثًا» ، وفي بقية النسخ: «أنثى» .
(٢) هو: ابن الوليد.
(٣) في (أ) تشبه أن تكون: «عباس» .
(٤) المثبت من (ت) و (ف) ، وأهمل نقط الياء في بقية النسخ، وفي مصادر التخريج: «إنْ يَدعُون» بالياء، وهي الموافقة لقراءة الجمهور، لكن جاء في "معجم القراءات" (٢/١٥٦) نقلاً عن "البحر المحيط" و"الدر المصون"، وغيرهما: أنَّ في مصحف عائشة: «إنْ تَدعُون» بالتاء على الخطاب، ولم نقف على ذلك في "البحر" أو "الدُّرِّ"؛ فلعلَّه وَهَمٌ من مؤلِّف "معجم القراءات"، والله أعلم.
(٥) هذه قراءةٌ للآية (١١٧) من سورة النساء، وفي (ك) : «إناثًا» . و «أُنُثًا» بضم الهمزة وضم النون، جمع: «أَنيث» وهو المخنَّث؛ كـ «غدير وغُدُر» ، وقيل: جمع «إناث» ؛ كـ «ثِمَارٍ وثُمُر» . وهذه قراءة شاذَّة، وذكروا أنها قراءةُ ابن عباس، وابن عمر، وأبي حيوة، والحسن، وعطاء، وأبي رزين، وأبي نهيك، وأبي العالية، ومعاذ القارئ. وقراءةُ الجمهور: {إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَاّ إِنَاثًا} . وفيها قراءات أخر: «أُنَاثًا» ، و «أَوْثَانًا» ، و «أُنْثَى» ، و «وَثَنًا» ، و «وُثُنًا» ، و «وُثْنًا» ، و «أُثُنًا» ، و «أُثْنًا» . والمراد من أكثرها: الأصنام. وانظر: "معاني القرآن" للفراء (١/٢٨٨-٢٨٩) ، و"البحر المحيط" (٣/٣٦٧-٣٦٨) ، و"المحتسب" (١/١٩٨-١٩٩) ، و"معجم القراءات" لعبد اللطيف الخطيب (٢/١٥٧-١٥٨) .
(٦) مراده - والله أعلم -: أن هذه الرواية إن كانت عن عروة موقوفة عليه، فهي صالحة، ويحتمل أن يكون أراد: إن كان عن عروة، عن النبي (ص) مرسلاً، فهو صالح، وأما بهذا الإسناد المتصل إلى النبي (ص) فهو كذب لا يصح.

<<  <  ج: ص:  >  >>