للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَهْلَ الجَنَّةِ (١) لَيَتَرَاءَوْنَ (٢) أَهْلَ الغُرَفِ فَوْقَهُمْ كَمَا يَتَرَاءَوْنَ (٣) الكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ الغَائِرَ (٤)

فِي الأُفُقِ مِنَ المَشْرِقِ إِلَى المَغْرِبِ (٥) ؛ لِتَفَاضُلِ مَا بَيْنَهُمَا، قَالُوا: يَا رسولَ اللَّهِ، تِلْكَ منازلُ الأَنْبَيَاءِ لا يبلغُها غيرُهم؟ قَالَ: بَلَى (٦) ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ! رِجَالٌ آمَنُوا بِاللهِ، وَصَدَّقُوا المُرْسَلِين؟


(١) قوله: «إن أهل الجنة» ليس في (ف) .
(٢) في (ت) : «ليترايون» .
(٣) في (ت) : «يترايون» .
(٤) هذه إحدى روايات الحديث في هذه اللفظة؛ ويروى: «الغابر» بالمعجمة والموحدة قبل الراء، و «الغارب» بالمعجمة والموحدة بعد الراء، و «العازب» بالمهملة والزاي. وكلها يرجع إلى معنًى واحدٍ؛ وهو البعيد في الأفق. و «الغائر» من «الغور» وهو الانحطاط، وعدها بعضهم تصحيفًا، لكن قال القاضي عياض في تفسيرها: كأنه الداخل في الغروب. وقال: وهذه = = الرواية لها وجه؛ لاسيما مع قوله بعد ذلك: «فِي الأُفُقِ مِنَ الْمَشْرِقِ إِلَى المغرب» وأحسن وجوهها: البعيد. اهـ.
وقال الحافظ في "الفتح": «ومن رواه الغائر من الغور، لم يصح؛ لأن الإشراق يفوت، إلا إن قدر: المشرف على الغروب، والمعنى: إذا كان طالعًا في الأفق من المشرق، وغائرًا في المغرب. وفائدة ذكر المشرق والمغرب: بيان الرفعة وشدة البعد» . اهـ. "مشارق الأنوار" (٢/٨١، ١٢٧) ، و"شرح النووي على صحيح مسلم" (١٧/١٦٩- ١٧٠) ، و"النهاية" (٣/٢٢٧) ، و"فتح الباري" (٦/٣٢٧) ، (١١/٤٢٥) .
(٥) في (ت) و (ف) و (ك) : «من المشرق والمغرب» .
(٦) كذا وقع هنا «بلى» ، وكذلك وقع في الحديث عند البخاري ومسلم في الموضعين الآتيين. والجمهور على أن «بلى» لا تكون أبدًا إلا جَوابًا للنفي المجرَّد، أو الذي دخل عليه همزة الاستفهام أو التقرير أو التوبيخ. واستشكل القرطبي في "المفهم" (٧/ ١٧٦) ما وقع في هذا الحديث؛ بأنهم لم يستفهموا، فحقه أن يقال: «بل» ، قال: فكأنه تسومح فيها فوضعت «بلى» موضع «بل» .
وقال الحافظ في "الفتح" (٦/ ٣٢٨) : قال ابن التين: يحتمل أن تكون «بلى» جواب النفي في قولهم: «لا يبلغها غيرهم» وكأنه قال: بلى يبلغها رجال غيرهم. اهـ. وقد وقع استعمالها - في موضع «نعم» - في الإيجاب أو الاستفهام المجرد عن النفي في هذا الحديث عند البخاري ومسلم، وفي حديث عبد الله بن مسعود ح عند البخاري (٦٦٤٢) ؛ أنَّ رسول الله (ص) قال لأصحابه: «أترضَوْنَ أن تكونوا ربع أهل الجنة؟!» قالوا: بلى ... الحديث. وفي حديث النعمان بن بشير عند مسلم (١٦٢٣) وفيه قول النبي (ص) : «أيسرُّكَ أن يكونوا إليك في البر سواء؟ !» قال: بلى. ووقع في الشعر في قول الطُّهَويِّ [من الطويل] :
فَلَا تَبْعدَنْ يَا خَيْرَ عَمْرِو بْنِ جُنْدُبٍ
بَلَى إِنَّ مَنْ زَارَ الْقُبُورَ لَيَبْعُدَا
كما وقع أيضًا استعمالُ «نعم» في موضع «بلى» ؛ قال البغدادي في "خزانة الأدب " (١١/ ٢١٢) : «وهذا من التقارض» أي: التبادل.

<<  <  ج: ص:  >  >>