للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

العَافِيةَ (١) ؛ فَإِنَّهُ لَمْ يُعْطَ أَحَدٌ مِثْلَ العَافِيَةِ، لَيْسَ اليَقِينَ (٢) ، فَعَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ وَالْبِرِّ؛ فَإِنَّهُمَا فِي الجَنَّةِ، وَإِيَّاكُمْ وَالْفُجُورَ وَالْكَذِبَ؛ فَإِنَّهُمَا فِي النَّارِ؟

قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا حديثٌ وَهَمٌ عِنْدَنَا؛ وحُمَيدُ بنُ عبد الرحمن لَمْ يَلْقَ أَبَا بَكْرٍ، وَلَمْ يقارب لِقَاءَهُ (٣) .

وسألتُ أَبِي عَن هَذَا الْحَدِيثِ؟

فَقَالَ: هَذَا خطأٌٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: حُمَيد، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: سمعتُ أبا بكر (٤) .


(١) في (ت) و (ك) : «سلوا العافية» .
(٢) قوله: «ليس اليقين» ، أي: إلا اليقين، و «ليس» قد تأتي بمعنى «إلا» فتكون من أفعال الاستثناء، فينتصبُ المستثنى بعدها خبرًا لها، ويكون اسمها ضميرًا واجب الاستتار، يعودُ إلى البعض المفهوم مما تقدَّم؛ فتقول: جاء القومُ ليس زيدًا، والمعنى: ليس بعضُهم زيدًا، ومن شواهد الحديث في ذلك: قوله (ص) : «مَا أنْهَرَ الدَّمَ، وذُكِرَ اسمُ اللهِ عليه، فكُلُوا، ليس السِّنَّ والظُّفُرَ» ، رواه البخاري (٢٣٥٦) ومسلم (١٩٦٨) ، انظر: "إعراب الحديث النبوي" للعكبري (ص٥١) ، و"مغني اللبيب" (ص ٣٨٧) ، و"أوضح المسالك" (٢/٢٨٢) ، و"همع الهوامع" (٢/٢٨٤) .
(٣) قال خليفة بن خياط في "الطبقات" (ص٢٠٤) : «حميد ابن عبد الرحمن الحِمْيَري، حِمْيَر بن سبأ، مات بعد الثمانين» . وقال الذهبي في "السير" (٤/٢٩٣/ترجمة حميد بن عبد الرحمن الحِمْيَري) : «موته قريب من موت سَميِّه حميد بن عبد الرحمن الزهري» .
وقد اختلف في سنة وفاة حميد بن عبد الرحمن الزهري؛ فقيل: سنة خمس ومئة، وقيل: سنة خمس وتسعين.
(٤) لم نقف على من أخرجه من هذا الوجه، ولكن سئل الدارقطني في "العلل" (١/١٦٦-١٦٧ رقم٤) عن هذا الحديث؟ فقال: «رواه حميد بن عبد الرحمن الحميري البصري، واختلف عنه؛ فرواه قتادة، عن حميد بن عبد الرحمن، عَنْ عُمَرَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ؛ حدث به سَليم ابن حيان، عن قتادة كذلك. واختلف عن سَليم؛ فقيل: عنه، عن قتادة، عن حميد الحميري، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عُمَرَ، عن أبي بكر؛ حدثنا بذلك محمد بن مخلد قال: حدثنا حاتم بن الليث، ثنا بحر بن سويد الحنفي، ثنا الأصمعي، ثنا سليم بن حيان. ورواه أبو التياح، فخالف قتادة؛ فرواه عن حميد بن عبد الرحمن الحميري، عن أبي بكر، ولم يذكر عُمر ولا ابنَ عباس. وقول سَليم بن حيان فيه أصح؛ لأنه ثقة، وزاد فيه عُمرَ، وزيادته مقبولة» .
وقد أخرج الحديثَ الإمام أحمد في "المسند" (١/٩ رقم ٤٩) ، وأبو يعلى في "مسنده" (٨) ، كلاهما من طريق سليم بن حيان، عن قتادة، عن حميد بن عبد الرحمن الحميري: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: إن أبا بكر قام خطيبًا ... ، الحديث.

<<  <  ج: ص:  >  >>