للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

محمَّد بْنِ مُسْلِم الطَّائِفي، عَنْ أيُّوب السَّخْتِياني (١) ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَة (٢) ، عَنْ عائِشَة؛ قَالَتْ: مَا كانَ شَيْءٌ أَبْغَضَ إِلَى رَسُولِ اللهِ (ص) منَ الكَذِب، وَمَا جَرَّبَ عَلَى أَحَدٍ كَذِبًا فرَجَعَ إِلَيهِ مَا كانَ يَعْرِفُ (٣) ؛ حتَّى تَظْهَرَ (٤) مِنهُ تَوْبَةٌ؟

قَالَ أَبِي: مَا أَدْرِي مَا هَذَا! إِنَّمَا يُرْوَى هَذَا الحديثُ عَنْ أيُّوب، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَة، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) ، مُرسَل (٥) .

ومن


(١) هو: أيوب بن أبي تميمة.
(٢) هو: عبد الله بن عُبَيدالله.
(٣) كذا لفظه هنا، ويمكن أن يحمل على أنه (ص) لم يكن يَرْجِعُ إلى هذا الذي جرَّب عليه الكذب: ما كان يعرفه من صُحبته وتصديقه حتى تظهرَ توبةٌ منه. وجاء لفظه عند البيهقي: «فرجع إليه ما كان، حتى يعرفَ منه = = توبة» . «ما كان» ، أي: مدةَ حياتِهِ، أو: أيًّا كان قدر هذا الكذب ولوقليلاً؛ كما سيأتي لفظه في المسألة رقم (٢٣٣٦) : «وما جرَّب رسول الله [منه] مِنْ أَحَدٍ مِنْ شَيْءٍ وَإِنْ قلَّ فَيُخْرِجُ لَهُ مِنْ نَفْسِهِ، حتى يُحدِثَ له توبةً» .
(٤) في (ف) و (ك) : «يظهر» .
(٥) لأن إبراهيم بن ميسرة لم يلق عائشة، فبين وفاتيهما نحو من خمس وسبعين سنة. ورواية إبراهيم بن ميسرة هذه أخرجها ابن سعد في "الطبقات" (١/٣٧٨) من طريق حَمَّاد بْن زَيْدٍ: عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ ميسرة، عَنْ عائشة. وعلَّقها البخاري في "التاريخ الكبير" (١/٤٩) فقال: «محمد بن أبي بكيرة، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ ميسرة، عن عائشة: كان أبغضُ الخُلق إلى النبيِّ (ص) الكذبَ، وقال معمر: عن أيوب، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ عائشة، ولا يصح «ابن أبي مليكة» ؛ وهو مرسل» .
والحديث أخرجه ابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق" (١٣٩) من طريق روح بن القاسم، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ ميسرة، عَنْ عائشة، به.
وأخرجه ابن أبي الدنيا أيضًا في "مكارم الأخلاق" (١٤٥) ، وفي "الصمت" (٤٧٦) من طريق نصر بن طريف، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ ميسرة، عَنْ عبيد بن سعيد، عن عائشة، به.
ونصر بن طريف هذا متروك الحديث؛ كما قال أبو حاتم في "الجرح والتعديل" (٨/٤٦٧) . هذا؛ وقولُ أبي حاتم: «مرسل» منصوبٌ على الحال، لكن حذفتْ منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (٣٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>