للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ أَبِي: مِنْ عِياض.

وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لا أَدْرِي ممَّن هُوَ (١) .

٢٦١٥ - وسألتُ (٢) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ (٣) ،

عَنِ


(١) قال الدارقطني في الموضع السابق من "الأفراد": «غريب من حديث سعد بن إبراهيم، عن أبيه، عن جدِّه، تفرَّد به عياض بن عبد الرحمن، عنه، وتفرَّد به صدقة بن عبد الله، عن عياض، وخالفه مُحَمَّدِ بْنِ صالِح التمار، عَنِ سعد» .
وقال البزار: «وهذا الحديث قد رواه غيرُ عياض بن عبد الرحمن، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَن عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، ولا نعلمه يروى عن عبد الرحمن بن عوف إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد» .
وذكره الدارقطني أيضًا في "العلل" (٥٧٣) ، فقال: «يرويه سعد بن إبراهيم، واختُلِفَ عنه: فرواه صدقة بن عبد الله السَّمين أبو معاوية، عن عياض بن عبد الرحمن، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَن أبيه، عن جدِّه، ووهم فيه، ورواه مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ التَّمَّار الْمَدِينِيِّ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَن عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وقَّاص، عن أبيه، ووهم فيه أيضًا، والصَّواب ما رَوَاهُ شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ حنيف، عن أبي سعيد الخدري» . اهـ.
(٢) تقدمت هذه المسألة برقم (٢٥٩٥) .
(٣) روايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (٧/١١٥ رقم ٧٠١٧) من طريق محمد بن نصر، عنه، به، لكن باللفظ المذكور في المسألة رقم (٢٥٩٥) ، وفيه زيادة، واللفظان كلاهما جزء من حديث أيوب بن بشير هذا كما سيأتي.
قال الطبراني بعد أن أخرجه: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الزهري إلا محمد بن إسحاق، تفرد به سعيد بن يحيى، ولا يروى عن معاوية إلا بهذا الإسناد» ، ومن طريق الطبراني أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٥٦/١٠٥) .
ثم قال ابن عساكر: «وهذا القول من الطبراني شنيعٌ، ووهمه فيه عند أهل العلم فظيع؛ فإن معاوية لم يرو هذا الحديث، وإنما رواه الزهري، عن أيوب بن النعمان أحد بني معاوية مرسلاً، فظنَّ "أحد بني معاوية": "حدثني معاوية"، فغيَّر "حدثني" بـ"سمعت"، ونسب معاوية إلى أبي سفيان» .
وقال ابن حجر في "الإصابة" (١/١٦٠) : «وقد أخرجه الطبراني في "الأوسط" من وجه آخر عن ابن إسحاق، فوقع له تصحيفٌ شنيع نبَّه عليه ابن عساكر» .
وأصل هذا الوهم ليس من الطبراني كما يدلُّ عليه سؤال عبد الرحمن بن أبي حاتم هنا وجواب أبيه، فالظاهر أنه من هشام بن عمار، أو من سعدان بن يحيى، كما حصل في بعض المسائل من هذا الكتاب، ففي المسألة رقم (١٣٣٩) سأل عبد الرحمن بن أبي حاتم أباه عن الذي ترك من الإسناد رجلاً: هل هو هشام بن عمار، أو سعدان بن يحيى؟ فقال: «يحتمل أن يكون أَحَدِهِمَا؛ مِنْ هِشَامٍ، أَوْ مِنْ سعدان» . والذي يغلب على الظن أنه من هشام بن عمار؛ لأنه كان في آخر عمره يلقِّنونه أشياء فيتلقَّن كما قال أبو حاتم في المسألة رقم (١٨٩٩) ومسائل أخرى جعل الخطأ فيها من هشام.
وأخرجه ابن عساكر أيضًا من طريق محمد بن مروان البزار، عَنْ هِشَامِ بْنِ عَمَّارٍ، عَنِ سعيد بن يحيى، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهري، عن أيُّوب بن بشير بن النعمان ابن أكال الأنصاري أحد بني معاوية قال: قال رسول الله (ص) : «صبُّوا عليَّ من سبع قِرَب من آبارٍ شتَّى حتى أخرج إلى الناس، وأعهد إليهم» ، فخرج إليهم عاصبًا رأسه حتى ركب الْمِنْبَرِ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثم ذكر قتلى أحد، فصلى عليهم فأكثر الصلاة، ثم قال: «يا معاشر الْمُهَاجِرِينَ، إِنَّكُمْ قَدْ أَصْبَحْتُمْ تَزِيدُونَ وإن الأنصار على حالها لا تزيد، وإنهم عيبتي التي أويت إليها، فأكرموا كريمهم، وتجاوزوا عن مسيئهم» . ثم قال: «إن عبدًا من عباد الله خيره الله بين الدنيا وبين ما عنده، فاختار ما عند الله» ، فلم يلقَّنها إلا أبو بكر، فبكى، ثم قال: «نفديك بآبائنا وأمهاتنا وأبنائنا، فقال: «على رسلك يا أبا بكر، إن أفضل الناس عندي في الصحبة، وفي ذات اليد لابن أبي قحافة، انظروا هذه الأبواب الشوارع في المسجد فسدُّوها، إلا ما كان من باب أبي بكر، فإن عليه نورًا» .
وهذا يبين أن هناك اختلافًا على هشام بن عمار في هذا الحديث.

<<  <  ج: ص:  >  >>