ثم إن امرأة ساطرون - وهي ابنته - احتالت حتى أرسلت رسولاً، إلى شروين، فدلته على المدخل إلى المدينة - وشرط لها أن يتزوجها - وقالت: إنما يحرس المدينة بالليل غلمان أبي، وأنا محتالة لهم في يوم كذا وكذا. فلما كانت تلك الليلة بعثت إلى غلمان أبيها، الذين يحرسون المدينة، وإلى من كان معهم، فقالت: إني، والله، ما علمت ما تلقون من الشدة، إنكم بالنهار تقاتلون، وبالليل تسهرون. ولو علمت بذلك لبعثت إليكم ما يكفيكم من الطعام، والشراب. فأمرت أن يؤتوا بطعام وشراب. وأمرت جاريتها أن تصنع لهم ما كانت تصنع وتزيدهم، وتصنع في شرابهم بنجاً. وذلك في الليلة التي وعدت شروين فيها. فسقط القوم سكارى، من البنج، وأقبل شروين إلى المدينة. فدخل من المدخل الذي وعدته. فقتل أباها، ومن كان بها من أهلها، وأخذ المرأة، فرأى بها من الهيئة والجمال ما لم يره بامرأة قط. فقال في نفسه: ما أعلم أن في الناس أخبث من هذه. إن أباها صنع بها ما أرى، وأكرمها هذه الكرامة، فلم ترض حتى حملها الشر على قتله، وقتل إخوتها. فما ينبغي لأحد أن يدخلها بيته، ولا يأمنها. فأمر بها فذبحت. وخرب المدينة وانصرف.