وخرج قصير من الحي الذي هلكت العصا بين أظهرهم، حتى قدم على عمرو بن عدي بالحيرة. فقال له قصير: أدائرٌ أنت أم ثائر؟ فقال: لا بل ثائر سائر. فذهبت مثلاً. ووافق قصير الناس، قد اختلفوا، فصارت طائفة منهم مع عمرو بن عدي، وجماعة مع عمرو بن عبد الجن، فاختلف بينهم قصير، حتى أصلح ذلك، وإنقاذ ابن عبد الجن لعمرو بن عدي، ومال إليه الناس. فقال عمرو بن عدي في ذلك:
دعوت ابن عبد الجن للسلم بعدما ... تتابع، في غرب السفاه، وكلسما
فلما ارعوى عن مدنا باعتزامه ... مريت هواه، مري أمٍ، أو ابنما
فأجابه ابن عبد الجن:
أما، ودماء مائراتٍ، تخالها ... على قلة العزة، أو النسر، عندما
وما قدس الرهبان، في كل هيكلٍ ... أبيل أبابيل، المسيح بن مريما
ذكر أنه هكذا وجد الشعر، ليس بتام. فقال قصير لعمرو بن