للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنشدني بعض الأدباء:

إذا بدا القلمُ الأَعلى براحته ... مطرزاً لرداء الفخر بالقلمِ

رأيت ما اسود في الأبصار أبيض في ... بصائر لحظها للفهم غير عَمِ

كروضة نمقت من وشي زهرتها ... وافترَّ نوارها عن ثغر مبتسمِ

قوله: رأيت ما اسودَّ في الأبصار البيت، منظوم من كلام أحد البلغاء: صورة الخَطِّ في الأبْصار

سوادٌ، وفي البصائر بياضٌ. ومن قول الآخر: بِضِياء الحِكْمة اسْتِنارَةُ المرادِ.

وقال الشاعر في المعنى:

لا عجيبٌ إنْ كان شعرك نوراً ... وهْوَ يغشَى البياض بالتسويدِ

إنما النورُ بالسواد من العي ... نِ وهذا البياض للتأكيدِ

وقال أبو الطيب في المعنى:

دعانى إليك العلمُ والحِلْمُ والحِجَى ... وهذا الكلامُ النَّظْمُ والنائل النَّثْرُ

وما قُلْتُ من شِعْرٍ تكادُ سُطُوره ... إذا كُتِبَتْ تَبْيَضُّ عن نورها الحِبْرُ

وقال أبو الحسن التهامي، وهو مما استحسنته:

يَا رُبَّ معنى بعيدِ الشأو تَسْلكه ... في سلكِ لفظٍ قريب الفهم مُخْتصرِ

<<  <  ج: ص:  >  >>