للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

لفظٌ يكون لِعِقْد القول واسطةً ... ما بين منزلةِ الإسهابِ والخَصْرِ

إنَّ الكتابة صارتْ نحو أنمله ... والجود فالتقيا منه على قدرِ

تردُّ أقلامُه الأرماح صاغرةً ... عكساً كعكسِ شعاع الشمس للبصر

وفي كتابك فاعذر من يهيم به ... من المحاسن ما في أحسن الصور

الطرسُ كالوجه والنوناتُ دائرةٌ ... مثلُ الحواجبِ والسيناتُ كالطُّرَرِ

وفي معنى هذا البيت يقول الآخر:

فَنُوناته من حاجِبيْه استعارها ... ولا ماتُه من قدِّه المتعاطِفِ

وَمِنْ صُدْغِه الموحي اسودادُ مدادِه ... وَمِنْ وَصْلِه المحيي ابِيضَاضُ الصحائِفِ

في المعنى أيضاً قول الآخر:

انْظرْ إلى أثر المدادِ بطرسِه ... كبنفْسَج الخَدِّ المشوبِ بِوَرْدِهِ

ما أخْطَأَتْ نوناتُهُ من صُدْغِهِ ... شيئاً ولا أَلِفاتُهُ من قَدِّه

وكأنَّما أنْقاسُه من شعره ... وكأنَّما قِرطاسُه من خَدِّه

وأنشدني بعض الأدباء:

خَطُّه بهجةُ أزاهرِ روضٍ ... جاده من حِجَاه وبلٌ سكوبُ

ما العوالي على خُدودِ الغواني ... غير ما حَازَ رَقُّه المكتوبُ

<<  <  ج: ص:  >  >>