للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال أبو عبيد القاسم ين سلام الخزاعي البصري: بُهْرَةُ الليل: وسطه وقال أبو سعيد الضرير: قد يَبْهارُّ

الليل قبل أن ينتصف، وإنما ابهرارُه: طلوع نجومه إذا تتامت، لأن الليل إذا أقبل أقبلت فَحْمَتُه، فإذا

تطالعت نجومه واشتبكت ذهبت تلك الفَحْمَة.

رجع

وفي المعنى: كتابٌ كتَبَ إليَّ أماناً من الدَّهر، وهَنَّاني أيامَ العُمر. كتابٌ أوجَبَ من الاعتدادِ أوْفَرَ

الأعداد، وأوْدَعَ بياضُ الوِدادِ سوادَ الفُؤادِ. عَدَدتُه من حُجُول العُمْر وغُرَرِهِ، واعْتَدَدْتُهُ من فُرَصِ

العيْشِ وغُرَرِه، كِدْتُ أَبليه طيّاً ونَشراًً. قَبَّلْتُه ألْفاً ويَدَ حامِلِه عشراً. نسيتُ بحُسْنِه الرَّوْضَ والزَّهر،

وغَفَرْت للزمان ما تَقَدَّمَ من ذنْبه وما تأخر، هو أنفس طالع، وأكرمُ متطَلِّعٍ، وأحْسن واقع، وأجلَّ

مُتَوَقّعٍِ. سمْرٌ بلا سهر، وصفوٌ بلا كدَر. تمَتَّعْتُ منه بالنَّعيم الأبيض، والعيش الأخضر، واسْتَلَمْتُهُ

استلام الحجر. هو نِعْمةٌ سابِغَةٌ، وحِكْمةٌ بالِغَةٌ، ألْصَقْتُهُ بالكبد، وشَمَمْتُهُ شميمَ الولد، أبْصرْتُ منه

الزَّهر جنِياً، واستنشقته المسك ذكياً، ووردتُ الماء مرياً، والعيشَ هنياً، وسمعتُ السِّحْر بابِلياً. مَطْلَعُهُ

مطلعُ أهِلَّةِ الأعياد، وموقِعُهُ مَوْقِعُ نيْلِ المرادِ.

وفي المعنى:

وردني أَعَزَّكَ الله كتابُكَ النير بسناكَ، والعاطرُ بشذاكَ.

يَسْبي كل مُهْجَةٍ ومُقْلَةٍ بِمُعْجِز (الصَّابي)

<<  <  ج: ص:  >  >>