للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

ومُخْجِل (ابن مقلة) يختال من خُضْرِ السنادسِ في أرفع

الملابس. زاهية أرضُهُ منْ رُقوم بَنانِكَ، حاليةٌ سماؤُه من نُجوم بيانك. كتابٌ يقود من البلاغة كتائب،

لم يُعد مثلها مهلهل في الذنائب تلقَّيْتُه تَلَقِّي الأمير المعظم، وصافحته مصَافَحَةَ الأثير المُكَرَّم، لَمَحته

فكان أحسن من وَرْدِ الأسِيلِ، واسْتَفَْحْتُهُ فكان أطيبَ منْ برْد الأصيل، وعايَنْتُ بِعُذوبتِهِ حر الغليل،

فَصُنع صُنْعَ الزُّلال، عُرِضَ للشَّمالِ في الدِّمَن جنا النَّحل، وأطرف من بواكر النَّخْلِ.

فيَالكَ من جديد جَدَّدَ أُنْسِي، وردَّ من عصرِ الشباب أَمْسِي، مَجَّدني بحديقة تَنِمُّ بأنفاسٍ عبيقة لأبْكارِ

معانٍ حُلينَ بِدُرٍّ ألْفاظٍ، أسْحَرُ من غَوان، يَقْتُلْنَ بسحر ألحاظ. تَجْتَلي العيون ببستانه أبهى زَهْر،

وتَجْتَني القلوب من أفْنانه أشهى ثَمر، رَوضٌ طَرَّزَ البنفسج بهاره، ونوَّر الليل نُواره، فَنِقْسُه نوره،

والبياض كافوره، يُذَمُّ له الحَلْيُ المُزَيَّنُ، ويَحْسُدُ رقمه الوشيُ المُعَيَّنِ كالمِفصل ذي الشذور، على

نُحُور الحور.

قال أبو إسحاق:

هذا كلامٌ فائقٌ، ومْزْدوج رائق، وليست هذه الألفاظ أظنها دُُرراً وغرَراً، أحظى عند النّفوس من

يُسراها وأحْلى في العيون من كَراها. آمالٌ مجموعة، ومحاسن مزيَّنة مسموعة.

رياحين أرواح، وصبوح تُعُوطِيَتْ على وجه الصَّباح.

<<  <  ج: ص:  >  >>