للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

لَعَمْري وما عمري بصدع زجاجة ... عليك فقد تُدني الليالي كما تُقصي

لقد بان عنِّي يوم ودَّعتُ صاحبٌ ... بَرِئُ أساليب الوداد من النَّقْصِ

أقول لنفسي حين طارتْ بك النَّوى ... أخوك فريشي من جناحك أوْ قُُصِّي

فباتت على ظهر اليراع إليكمُ ... تطير بها في الوَكْر أجنحةُ الحرْص

إليَّ أَبَا بَكْرٍ نَحومُ بِأَنْفُسٍ ... ظِماءٍ إلى عهد الأُجَيْرعِ أو حمص

كأنْ لَمْ نَزُرْ تلك الرُّبى وكأنها ... عرائسُ تزهاها المواشِيطُ للنصّ

ولا رتعت تلك الأراكة فوقنا ... تلوث إزار الظل في كَفَل الدِّعصِ

وكانت لنا فيما هناك مآربٌ ... نُطيع الهوى العذريَّ فيها ولا نَعْصِي

ليالينا بالرَّيِّ والعيشُ صالحٌ ... وظلُّكَ عنها غير منتقلِ الشَّخْصِ

وما ذكْرُها إلا شفىً من علاقةٍ ... تَتَبَّعُها نفسي تتبُّع مستَقْصي

وددتُ أبا بكر، لَوَ انَّنِي عالمٌ ... وللكونِ زندٌ ليس يُقْدَحُ بالخِرصِ

هل الغيبُ يوماً فارجٌ لي بابه ... فأنظر منه كيف أُنْسُكَ في حِمْص

<<  <  ج: ص:  >  >>