إجْرَامٍ منَ العِقاب بقدرِهِ، حَذَراً أنْ تُوقِعَ الحدود في غير مواقِعِها، أوْ يُصابَ بها غيْرُ مواضعِها،
فلْيَمْضِ أبو فلان في غَيْر ما استَثْناهُ عليه من الحدود ظاهرَ القنا والأيدِ، ولْيَتَولها غير ضعيف الكَيْدِ،
دونَ أنْ يَرْعى في فاسقٍ شفاعة مثيل، وأنْ يَخِلَّ من حدود الله بِفتيلٍ، وأجْرى له منَ الوَرِق عشرة
دنانير، يقبضها مشاهَرَةً من الخراج، ليرفع منْ همَّته، ويعفَّ بها في طُعْمَتِه، ولْيَسْتَمِرَّ على صيانته،
ويزيدَ نزاهةً إلى نزاهَتِهِ، ولئلا يجِدَ ذُو الظِّنِّ لسوء ظنِّه مَسْلكاً، وَلاَ يجْعَلَ على نفسه للإساءةِ دَرَكاً.
فمَنْ قرأَ هذا الكتابَ أوْ أَُقْرِئَهُ منْ جميع العمَّال وذوي الأمر، وأتباعِهم وكافَّة الناس على طبقاتهم
وأصنافهم، فَلْيَقِفْ عندما يَسْمعُهُ، ولا يتَعَرَّضْ لعقابِ يكفُّ عناهُ ويَرْدَعُهُ، والله المُوفِّقُ.
لا ربَّ غيرهُ.
تجديد ولاية في المعنى:
كِتابُنا أدامَ اللهُ احْتِماءَكَ، وأنارَ لِنُجومِ السَّعْد سماءكَ، وجعل إلى طاعَتِه اعْتِزاءكَ وانتماءك. وقدْ وردَ
كتابُكَ الأثير، ووَقَفْنا على ما حواه، وعَرَفنا سرَّه ونجْواه، وما كانَ لفلانٍ أنْ يعْتَرِضَكَ ويَرْمي
غَرَضكَ. وقدْ وجَّهْنا إليه ما يَكُفُّ اعتداءهُ، ويصْرفُ عنك إعادته بِمَكْروه وابتداءه، فشمِّرْ عنْ ساعِدِ
الاكتفاء، وهُبَّ منْ ذلكَ الإغْفاء، وأرِنا مُنْتَهى غنائكَ، وتَوَخَّ بالاجتهادِ مُعارَضة تَقْريبكَ وإدْنائكَ،
وشِفَّ الشِّدَّة ببَنَانٍ، ولا تَقْطعْ بأثر دونَ عيانٍ، وسُدَّ سَمْعكَ عن النمائم، ولا تَغْمِد النَّصل قبل شقِّ
الكمائم، وأَقِلْ عثرات ذوي الهيآت، وادْرَإِ الحدود بالشُّبُهات، وتجاوزْ عنهم غير مُرْتابٍ، وخُذْ فيهم
بِرُخُصِ السنَّة
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute