للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

مُمْسِكَ لَهَا) والصلاة على سيدنا محمد المُبْتَعِثِ بشيراً ونذيراً إلى كافة الأمم. والكُفر قد أغواها وخَذَلَها، وحَمَّلها

من الطُّغْيان والعصيان على ما حَمَّلها، فبين سَنَنَ السُّنن والفرائض وأوْضح سُبُلها، وصَدَعَ بأمر الله

حتى شَفى أدْواءها، وحَسَمَ عِلَلَها، والرِّضا عنِ الإمام المعصوم، المَهْدِيِّ المَعْلُوم، القَائِم بأمر الله، آخِر

الأَعْصار، وقد بشَّر به أوَّلها، الواضحِ العلامات والدَّلالةِ، عَلِمَها منْ عَلمِها، وجَهلِها من جَهَلِها.

والدُّعاء لصاحبه وخليفته سيدنا ومولانا أمير المؤمنين الذي تَمَّمَ تِلكَ البِداءات وأكملها، وسقى نَفَسَ

الخلافَة منْ ينابيع العدل نميرها وسلسلها. ولسَيِّدنا ومولانا الخليفة المُرتضى أمير المؤمنين ابن أمير

المؤمنين، المُتَكَفِّل لطائفة التَّوحيد بالنَّصر الذي اكتفلها وكَفَلها، ومدَّ لها ظلالَ النَّجاة بجميع الأرجاء

والجهات ورفع ظُلَلَها، ولابنه الأمير الأجل المنصور الناصر لدين الله أبي يوسف ابن الخليفة

المرتضى مُبْلِِغِ الخلافةِ أمَلَهَا، ومُسَوِّغِها جَذَلَها، المُعَدِّ لطائفة الزَّيْغ من البيض والسُّمر قِرَاها ونُزُلها،

المُجَلِّي غَيَاهبَها، والكفر قد أسْبَلها، وسَدَ لَها بفتوحات تَشْتَمِلُ على أقاليم لم تُصخْ للدعوة الإمامية

أَسْمَاعَها، فسبق سَيْفُها عذَلَها، وإنَّ الله تعالى لما بعثَ محمداً صلى الله عليه وسلم إلى الناس كافة

بشيراً ونذيراً، وداعياً إلى الله بإذْنِه وسراجاً منيراً، دعا إلى الهدى، وأوضح طرق الشريعةِ منْفسحة

المدى، ووعد وأوْعدَ، وألانَ وشَدَّدَ، ويسَّرَ وما عَسَّرَ، وبَشَّر وما نَفَّر، فهدى به منْ هدى إلى الصِّراط

المُسْتَقيم، والمِنْهاجِ القويمِ، ثُمَّ بَشَّرَ بِذَخيرة الوجود، وسِرِّ النبإ المقصود، الإمام المعصومِ، المهديِّ

المَعْلومِ، فلاحت بشائرُهُ بالمغرب الأقصى، وانتشرت أنوار هدايته فيما دنا منَ الأقاليم وقصا، متميزاً

بالعلامات، مبرزاً بالدلالات، فَأَحْيَا السُّنن والفرائضَ بعد دروسها، وبسطَ وجوهَ الأماني بعد عُبُوسِها،

على

<<  <  ج: ص:  >  >>