للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

السابِغَةُ والنِّعْمَة، فهي كمالُ الكمالِ

وتمامُ التَّمامِ، الجُنَّةُ الواقِيَةُ والعِصْمَةُ الباقية لجميعِ الأنامِ، والحمد لله الذي جَعَلَها في حُماة أمْره العظيم،

ووُلاةِ حزْبِه الكريم على التَّوالي والدَّوام، والصلاة ُعلى محمد نبيه هادي الأمة بعد ضلالتها، ومُنْقِذِها

من حيرةِ جهالَتِها، التي أَمْسَكَ بِحَجَرِها عنِ النَّار وأَبانَ لها واضِحَ المَنارِ، وعلى آلِه وأَصْحابِه

المهاجرين والأنْصار، الذين سلكوا طريقتَه، وعَرَفوا حقيقَتَه، وعلى خُلَفائه الذين حاطوا أُمَّتَه، وتَمَّموا

نِعْمَتَه، والرِّضا عن الإمام المعصوم، المهديِّ المَعْلوم، مُحيي رَسْمِهِ بعد الدُّثور، ومُعيدِ بَدْأَتِه في إقامة

الحقِّ وصلاح الجَمْهور، قام رضي الله عنه، والجَوْرُ قد ظهرَ، وحِزْبُ الباطِلِ قد مَهَرَ، والإسلام قد

دَرَسَ رسمه، ولم يبقَ منه إلا اسْمُه، وكلُّ ذي رأيٍ مُعْجَب برَأْيه، منْقادٌ بأَعِنَّة هواهُ في ذميمِ سَعْيِه،

فَشَحَذَ بصائرَ الأمة، وأَنْقَذها منْ ضلالَة تِلْكَ الغُمَّة، وأَطْلَعَ عليها أَنْوارَ الهداية والعِصْمَة، حتى عاد

الإسلامُ جديداً غَضّاً، وعَرَّفَها واجِباته نافلة نافلة، وفَرْضاً فرضاًً، فلما اسْتَنار المسلكُ والمنهجُ، وفُتحَ

- لمنْ قدِّرَتْ لَهُ السَّعادة - البابُ الذي يلِجُ، لحقَ بالرَّفيق الأَعْلى، وجَلَّ مَقامُهُ الكريم وعلا، وخَلَعَ

أشعَّة أنْواره، وهدايَةَ آثاره، على صاحبه المُرْتَضَى، وسيْفه المنتضى، سيدنا ومولانا الخليفة أمير

المومنين، فسَدَّ ذلكَ المكان، وكان للأُمَّةِ كما كانَ، يَتْعَبُ لِنَعيمِها، ويَدْأَبُ في إصْلاح فاسِدِها وحِفظِ

قويمها، وسَلكَ بها طريقة صاحبه الإمامِ المهدي في الرِّفْقِ بالضعيف منها والقوي، كَفَلَها كذلك مدَّة

عُمْرِه، مُتَوَخِّياً لها النَّصيحة في نهيه وأمره، ثمَّ تقَلَّدَ الأمرَ بعد ذلك سالكاً تِلْكَ المسالِك الخليفة الإمامُ

أمير المؤمنين أبو يعقوب ابن سيدنا ومولانا أمير المومنين، أعزَّ الله بهم الدين فاقتفى آثارَهم

الواضحَة، ومَقاصِدَهم الصالحة، لا يَغِبُّ الأمة إحسانُهُ وإنْعامه، ولا يَعْدِلُ بهم عنْ سَنَنِ الخُلَفاء آبائه

الراشدينَ إِحْكَامُهُ، يحفظُهم ليلاً ونهاراً،

<<  <  ج: ص:  >  >>