للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

يا كوكب الدين والدنيا وإن طُمِسَتْ ... مَمَا لِكٌ بِكَ في الدنيا وأدْيانُ

هام الورى بك حتى ما يرى أحدٌ ... إلاَّلهُ بِكَ شُغْلٌ أوْ لهُ شانُ

فكلُّ عينٍ عدتْ مرآكَ عابرةٌ ... وكلُّ قلبٍ تسلّى عنك خَوَّان

شَغَفَتْ غرناطةٌ حباً ومنك لها ... بالحلِّ وصلٌ وبالتَّرحال هجرانُ

مولايَ ماذا عليها مُذْ حَلَلْتَ بها ... منْ أنْ يقار بها ناسٌ وبُلْدانٌ

إذا تذكرتَ أوطاناً سكنْتَ بها ... فلا يكُنْ منك للْأضْلاعِ نسيانُ

في كُلِّ ناحيةٍ شوقٌ وأََعْوزهَا ... منْ ذا الذي يعْتَريه عنك سُلوانُ

فإنّما أنت زوَّارٌ لِتَشْفيَهَا ... منْ بعْدِما شَفَّها وَجْدٌ وتَحْنانُ

والكلُّ غرناطةٌ إنْ تُمْس شيقةً ... إليك قرطبةٌ لم يسل جيَّانُ

دُمْ لليالي وللأيام ما اخْتلَفَتْ ... تُزْهى بِمَنْظرك الباهي وتَزْدانُ

وفي جنودك من عدو ذي شيع ... في البيض بيضٌ وفي السودان سودانُ

ومن هنا سُورٌ للفتح طائلةٌ ... فيها إذا تُليَتْ ذكرى وتبيانُ

<<  <  ج: ص:  >  >>