للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنها: والسعيدُ منْ نَشَأ في دوْلَتِكَ، وظهر في جُمْلَتِك، واستضاء بغُرَتكَ، والفائزُ بالسبْقِ منْ لَحْظَتْه

عُيُونُ رِعايَتِكَ، وكَنفه حِرْزُ حمايَتِكَ. ُفأنْت الذي أمِنَتْ بعدْله نوائبُ الأيام، وقويت بفضله دعائم

الإسلام، تختال بك المعالي اختيال العروس، وتَخْضَعُ لجلالِكَ أعِزّة النُّفوسِ، بسابِقةٍ أشْهَرَ منَ الفجر،

وفِطْنَةٍ أَنْورَ منَ البدر، وهِمَّةٍ أبْعدَ من الزهر:

لقد فاز من أضحى بكم متمسِّكاً ... يمد إلى تليد عزّكمُ يدا

سلَكْت سبيل الفضل خُلْقاً مُرَكَّباً ... وغيرُك لا يأتيه إلا تجلدا

يُهَنِّيكُُمُ مجدٌ تَلِيدٌ بَنِيتُمُ ... أغار لعمري في البلاد وأنْجَدا

وإنّما أهدي لمولاي خِدمتي، وأضع في ميزان اختياره همتي، لأمتاز في جملة عبيده، وأشهر في

خِدْمَته وعديده:

وما رغْبتي في عَسْجَد أستفيده ... ولكنها في مفْخر أسْتَجدُّه

وكل نوالٍ كان أوْ هو كائنٌ ... فلَحْظةُ طرْفٍ منكَ عندي نِدُّه

فكن في اصطناعي مُحسنا كَمُجَرِّبٍ ... يبن لك تقريبُ الجواد وَبُعْدُهُ

إذا كنت في شك من السيف فَابْلُه ... فإمَّا تُنَفِّيه وإما تُعِدُّه

وما الصَّارمُ الهنديُّ إلاَّ كغيره ... إذا لم يُفارِقْه النجادُ وغِمْدُهُ

وكتب بعضهم بعد الصدر:

ثم إنَّ شُكْري نِعْمَة اللَّه عَلَيَّ بِمَا جدَّدَهُ مِنْ ملاحظة سيدنا حالي، وتداركَهُ بطِبِّ التَّطَوُّل مَرَضُ آَمَالِي،

بما لا أؤمِّلُ معَ المبالغة والإغْراق فيه، فَكَّ نفسي بحال من رِقِّ أياديه، غير أني أحسن لها النظر،

وأُجْمل عليها الأُحْدُوثة والخَبَر، وأدْخُلُ في جملة الشاكرين؛ إذْ هو، أيَّده الله، كعبَةُ فضل، وغمامةُ

بذلٍ، وحُسامُ حقٍّ، ولسانُ صدْقٍ، يحمده أولياؤه، ويشهدُ له بالفضل أعْداؤه،

<<  <  ج: ص:  >  >>