للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

والليالي بأفعاله مُشْرِقة، والأقدارُ من خوفه مُطْرِقة، ومازالَ، أبْقاه الله، يَنْصُرُ نباهتي عن الخمول، ويَسْتنْقِذُني منَ التَّعَبُّدِ

للتَّأميل، فصرتُ أعجزُ عن أوصاف نعمَته شكراً، وتَنطِقُ حالي عن آثارها فخراً، فأقول:

لما تحَصَّنتُ من دهري بخلعته ... سَمَتْ بحملانه ألحاظُ إقبالي

وواصلتني صلاتٌ منه رُمْتُ بها ... أختالُ في حلل للجاه والمالِ

فَلْيَنْظُرِ الدَّهرُ عقبى ما صبرت له ... إذْ كان منْ بعض حُسَّادي وعُذَّالِي

ألم أكده بحسن الانتصار إلى ... أن صنْتُ حظي عن حل وتَرْحالِ

بَلَغْتُ مَنْ لا تجوز السُّؤْلَ قائله ... ولا يدافع عن فضلٍ وأفضالِ

ياعارضاً لم أَشِمْ مُذْ كنتُ بارقَه ... إلاَّ رَوِيتُ بغيث منه هطَّال

رُويَد جُودك قد ضاقتْ به هِمَمِي ... وردَّ عنّي برغم الدهر إقلالي

لم يبق لي أملٌ أرجو نداك به ... دهري لأنك قد أفنيتَ آمالي

وكتب قريع دهرنا، وأديب عصرنا، الوزير الأجل أبو عمرو محمد بن عبد الله بن غياث شيخنا، في

المعنى:

الحمد لله موالي الآلاء، ومُسْبغِ النَّعماء، وجاعِلِ هذا الإقبالَ، المُوذِنِ بالإِقْبَالِ. عنوانُ الفتوحات التي

تُفْتَحُ لها أبوابُ السماء، ويرتَبِطُها النصر ارْتِباط الري في الماء، ويخْدمها بالسعدِ الذي تتلاعبُ موادُّه

بصروف الدهر تلاعب الأفعال بالأسماء، والصلاة على سيدنا محمد خاتم الرسل والأنبياء، الذي ما

ضلَّ ولا غَوى، ولا نطَقَ عن الهوى، فتختلف عليه مختلفاتُ

<<  <  ج: ص:  >  >>