للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

إذا لم يجبني الدهر حين أسائله ... سيتلو لسانُ الأمر ما أنا قَاِئلُهْ

فللملأ الأعلى حديثٌ تُذيعه ... لنا ألْسُنُ الأيام فَهْي رَسَائلهْ

صَحائِفُها إذْ تُجتلى صفحاتُها ... تبشر بالفتح الذي حان آجِلُهْ

وهل جرت الأقدارُ إلا بِنصْره ... فآجِلُه فيه تساوى وعَاجِلُهْ

أَمَا هو أمرُ الله ليس يَفُوتُه ... مراد إذا ما شاءه فهو فَاعِلُهْ

ولما تشكَّت أرضُ أندلُسٍ وقد ... عراها من الشَّوق المبرِّح قَاتِلُهْ

وألقت إلى الأنباء واعي سَمْعِها ... عسى الأمرُ قد زمَّتْ إليها رَوَاحله

وحنت حنين الجذْع لكن رجاؤها ... يراسلها لا تحْزني وتراسله

فمولاك مصروفٌ إليك اعتناؤه ... ولا شيءَ عن أسباب نصرك شَاغِلُه

فقالت وأَنَّى لي بذلك برهةً ... وهذا مَحَلُّ الصبر أقوتْ منازلُه

إلى أن تلافاها البَشير وجاءها ... كما جاء يعقوبَ القمِيصُ وحامِلُه

وإذا سمعتْ ذكر البَشير تزخْرفت ... بزي جِنَان الخلد أو ما يشاكله

وقابل شكواها الخليفةُ بالرضا ... فجدَّ وأبوابُ الفتوح تُقابله

ووجَّه جيْشاً والسعود تقوده ... بحزمٍ كإعصار الرياح قَنَابِلُه

دَرَارِ دوارٍ فوق أفلاكِ ضمَّرٍ ... تُريكَ ارتداد الطَّرف كيف تعاجله

تباري الرياح العاصفات ولا يُرى ... لها أثرٌ في التُّرب حين تزاوله

فَمِن مُنْعَلٍ بالبرق أجرَد سابحٍ ... سليمٍ شظاه لم يُحرَّقْ أباجِلُه

<<  <  ج: ص:  >  >>