ومِنْ أخضَرٍ خاض الدجى إذْ سرى به ... وخاضت به نهر النهار أَسَافلهْ
ومن أشقرٍ كالتبر إذ سال ماؤه ... عليه فغشَّاه من التِّبْر سائلهْ
ومن أشْهَب كالشيب حلَّ بِمَفرقٍ ... فسال على المُسْوَدِّ منه يُزايلُهْ
وورْدٍ ولكنْ كالدهانِ مهفهفٍ ... أقبَّ أسِيلِ الخد نَهْدٍ مراكِلُه
عليه هِزَبرٌ ترجف الأرضُ خوفَه ... بَراثنه أسيافُه وعواسِلُهْ
عجبت له في الحرب مرٌّ لقاؤُه ... وقد عذبت للواردين مناهلهْ
عجبت له مُذْكانَ في المهد لم يزل ... يقوم به الملك الذي شُقَّ بازِلهْ
أما هو سيفُ الله سُلَّ على العِدَى ... وما غمده إلا التُّقَى وحمائلهْ
هو السيد الأعلى المحبب للورى ... هو الفذّ لكنْ لا تُعدُّ فضائله
فأنَّى يُضَاهَى أو يُباهَى علاؤه ... وقد جمعتْ شملَ المعالي شمائلهْ
قدومُ أبي اسحاق يُمنٌ ورحمةٌ ... وأمنٌ وفتح يجمع الكلَّ شاملُهْ
فلله يوم قد تجَلَّى بأفقه ... وليس له بالأفق نورٌ يماثلهْ
تَخِدْنَاه عيداً لا نرى العيد غيره ... أواخرُه محمودةٌ وأوائلهْ
فقل لذوي الإلحاد ما كان ظنكمْ ... بذي لَجب لجَّاته وصواهلُهْ
إذا أمَّ أرض الشرك تنشد أهلها ... صحا القلبُ عن سَلْمَى وأقصر باطِلُهْ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute