تَزْدَحِمُ، ووقُودُهُ يشِبُّ ويضْطرِمُ، وسيُوفُهُ في رقابِ الأعادي تحتكمُ. ولازال اليُسْرُ منْ رواده، والنَّصر من أَمْدادِه، والعيثُ
بين عاتِقِهِ ونِجادِهِ.
كتَبْتُهُ، وقدْ أَرْسَلَ منْ عِنانى، وأَطْلَقَ لساني، ومدَّ منْ يدي وبَناني، ونَوَّرَ أُفُقي وجَناني، وُرُودُ عِلْقِهِ
الأخطَر، ووافِدِهِ الميْمون المنْظرِ، وحُسامِهِ الذَّكرِ، وولي أيامِهِ الأفصحِ الأكبر، وسفيره في كل إقبالٍ،
ورسوله في كل أمر ذي بالِ، الرئيسِِ الأجلِّ، الزَّعيمِ الأوْحدِ الأفْضل، أبي فُلان ذي الشيَمِ الزُّهْرِ،
والأخْلاقِ الغُرِّ، أحسن الله ذكراه، وشكر تأْدِيبَه وسَرَاه، وحفظَ بهِ مجْدَهُ وعُلاه، وتَمامَ أدواته الباهرةِ
وحُلاه. فهنَّأه الله بالنعمة الجليلة في إيَّابه، وأرْصَدَ له مُكافآتِ جدِّه وانْتِدابِهِ، ولا زال عنْ ملْكِهِ نائباً،
ولِسَعْده صائباً، وبنَصْرهِ ضارباً وبِيُمْنِِ نقيبَتِهِ غالباً.
ولمَّا كانتِ التَّهْنِئةُ بوُرُودِهِ منْ فُروضَ خِدْمَتِهِ، وحُقُوقِ نِعْمَتِهِ، وأدْنى القُربِ إلى هِمَّتِهِ، نفثْتُ بهذه
الرُّقْعة على الهَرَم، ورَسَمْتها في ضوء مصباحٍ يهدي بصري في الظُّلَمِ:
وإنَّ سِتِّينَ إلى أَرْبَعٍ ... قدْ أحْوجتْ عيْني إلى تُرْجُمانْ
وفي لِساني إنْ نبا ناظري ... خيرٌ كثيرٌ وبِحَسْبي لسانْ
أدْعو إلى اللهِ وأُثْني به ... على الأميرِ اليُوسُفِيِّ الهِجانْ
أيْنَ الذي كانَ له المَغْربان ... طُرَّا وقدْ دانَ له المَشْرِقانْ
لازالتْ دعْوتهُ عالية، وفُتُوحُهُ متَوالية. والسلامُ الأتمُّ المُردَّدُ على حضْرَتِه العالية، ورحمة الله
وبركاته.