وكتب غيره يهنئ بِأَخْذِ معقل:
جِراحَةُ الأيامِ - أيَّدكَ الله - هَدَر، وجِنايَتُها قدر، وليس للمرء حيلة، وإنَّما هي أَلْطافُ الله جميلَة،
تَسْتَنْزِلُ الأعْصَمَ منْ هضابِه، وتَأخُذُ المُغْتَرَّ بأثوابه، أحْمَدُهُ عوْداً وبدْءاً على النِّعْمة التي ألْبَسَكَ
سرْبالَها، والفِتْنَة التي أَطْفَأ عَنْكَ اشْتِعالَها، والرئاسة التي حَمَا فيها حِماك، ورَدَّ خاتَمَها إلى يُمْناك، وقدْ
تَناوَلته يدٌ خَشْناء، فاستقالته يدك الحسناء، فلم يكنْ عِنْده أهلاً لتِلْكَ البنانة، ولارآهُ شكلاً لخِنْصِر
الخِيانَةِ، والأعناقُ تقطعها المطامع، والنِّفاقُ يستو عرفيه الطامع فأَقرَّ الله عزَّ وجَلَّ الحال في نصابها،
وأَبْرزها في كمالها تَتْرى بين أترابها، ووضعت الحرب أوْزارها، وأخْفَتِ الأُسودُ أَغْيالَها، وزآرها،
ومنْ كانتْ مذاهبُه كمذاهبِك، وجوانِبُهُ للسلامة كجوانِبِكَ، أعْطتهُ القُلُوبُ أسْرارها، وأعْلَقَتْهُ المعاقِلُ
أسْوارها، وانْجلتْ عنْهُ الظَّلْماءُ، وأكْرَمَ قرْضَه الجزاءُ، فلْيَهْنِكَ الإيَّابُ والغَنيمة، وهُما المِنَّةُ العظيمَةُ،
ولْيكُنْ لهُما منْ نفسك مكانٌ، ومنْ شُكْرِِكَ لله بالموهبة إعْلان، وأمَّا حظِّي منها، فحظُّ مسْلُوبٍ أَمْكَنَهُ
سلَبُه، وذي مشيبٍ عاوَدَهُ شبابُهُ وطرَبُه، ولما اقترنالي كانا مُعْظَمَ آمالي، وَعلِمْتُ أنَّ بِهِما زوال
الخِلافِ، وتَوَطَّؤَ الأكنافِ، وأنَّ بالصَّدرِ تَبْتَلِجُ الصُّدور، ويَبْتَهِجُ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute