للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

وله في المعنى:

أطال الله بقاء الأمير الأجلِّ للأرْضِ يتملَّكُها، ويستديرُ بسعْدِهِ فلكُها. قدِ اسْتَبْشَرَ الملك - أيّدك الله -

وحقّ لهُ الاستبشارُ. فقد أوْمأ إليه السَّعْدُ وأشارَ، بما اتَّفقَ له منْ توْليتِكَ، وخَفَقَ عليها منْ أَلْوِيَتِكَ.

ولقدْ حُبِيَ منْكَ بملِكٍ أمْضى من السَّهْمِ المُسَدَّدِ، رحْبِ المُقَلَّد، يتقدَّمُ حيثُ يتأَخَّرُ الذابِلُ، ويُكْرَمُ إذا

بَخِلَ الوابلُ، ويحْمي الحِمى كربيعَة بن مُكَدَّم، ويسقي الظبى نجيعاً كلونِ العنْدَمِ. فهنيئاً للأنْدلس، لقد

استردتْ عهد خُلَفَائها، واسْتَجَدَّتْ رُسومَ تلكَ الإمامةِ بعدَ عفائها، فكأنْ لمْ تَمُرَّ أعاصيرُها، ولمْ يَمُتْ

حَكَمُها ولا ناصرُها اللذان عَمَرا رُصافة والزَّهْرا، ونكحا عقائل الرومِ. وما بذلا إلا المشرفيَّة مهراً.

والله أَسْأَلُهُ إظْهارَ أيَّامِكَ، وبه أرْجو انتشارَ أعْلامِكَ، حتى يكونَ عَصْرُكَ أجْمَلَ من عَصْرِهم،

ونصرُكَ أغْربَ من نصْرهم، بمَنِّهِ وطَولِهِ.

وكتب أبو بكر بن عمار إلى المعتمد بن عباد عند منصرفه ظافراً من غزوة بهذا المنظوم:

<<  <  ج: ص:  >  >>