للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

به. يقال: هَذَرَ الرجل في منطقه يهذِرُ هَذراً، ورجُلٌ هذَّارٌ ومِهْذارٌ. قال: وأرى اللهبرة، إنما هي النَّهْبَلَة، وهي العجوز المدبرة. يقال شيخ

نهبَل، وعجوز نهبلة. قال الشاعر:

مأوى اليتيم ومأوى كل نهبلةٍ ... تأوي إلى نهبلٍ كالنِّسْر عُلْفُوفِ

وقال في الشهبرة، هي الفانية. يقال شَهْبَرَة وشَنَهْبَرَة، وشَهْبَرِيَّة. وقال في النهبرة، إن كان محْفوظاً

فهي التي قد أشرفت على الهلاكِ. والنَّهابِرُ المَهَالِكُ. ومنه الحديث: "من جمعَ مالا منْ تَهَاوُش أذْهبَهُ

الله في نهابِرَ".

وقال في اللفوت كما جاء في الحديث. قال: وسُمِّيَتْ لَفوتاً لأنها لا تزال تَلْتَفِتُ إلى ولَدِها وتَشْتغِل به

عن الزوجِ.

قال ابن الأعرابي: أوصى بعض الأعراب ابن عمِّ له أرادَ التَّزَوُّجِ. فقال له: إًيَّاكَ والحنانة، وهي

التي كان لها زوج قبلك فطلَّقَها، فهي تحِنُّ إليه. وإِيَّاك والمنانة. وهي التي لها شيء تُعْطِيكَ منه، فتمُنُّ

عليك بذلك. وإِيَّاكَ والمُسَوِّفَة. وهي التي إذا أراد زوجها منها الخُلْوة، تقول له سوفَ سوف حتى

يكسل وينام. وإياك واللفوت وهي التي لها ولدٌ من غيرك، فهي تلتفتُ إليه وتشتغل به عنك. وإياكَ

والمشْفاة؛ وهي التي دفنتْ ثلاثةَ أزواج.

قال ابن الأعرابي أنشدنا المفضل:

مِشَفَّاةٌ إذا عَلِقَتْ بِقِرْنٍ ... دنا َذاك القَرِينُ من الحِمَامِ

وفي الحديث "خيْرُ نسائكم العطرةُ المطرةُ" فالعطرة من العِطْر، والريح

<<  <  ج: ص:  >  >>