للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن قال: لِمَ لفْظُ التذكير أفصحُ وأكثر في الاستعمال، والمعنى مؤنث؟ قيل له لما كانت الإضافة

تلتزمُ الاسم في أكثر الكلام، كانت مبنية له، وكانت بطرح الهاء أفصح؛ إذ كانت أخفّ مع الاستغناء

بدلالة الإضافة عن دلالة هاء التأنيث.

وحكى أبو عبيدة قال: رأيت الأصمعي يوثر ترك الهاء في الزوجة، ويرى أن أكثر كلام العرب

عليه. وكان الكسائي يرى أن أكثر كلام العرب بالهاء، ومن ذلك قول الفرزدق:

فإنّ الذي يسعى لِيُفْسِدَ زَوْجَتي ... كَساعٍ إلى أُسْدِ الشَّرى يستبلُّها

ومنه قول الآخر:

فبَكى بَنَاتي شجوهنَّ وزَوْجتِي ... والطَّامِعون عليَّ ثُمَّ تَصَدَّعوا

قال الكسائي: وطَرْحُ الهاء لغة لأزد شنُوءة. وكان أبو العباس المبرد يقول بقول الأصمعي من أن

الوجه طرح الهاء، وبه قال أبو الحسن الرماني.

وقال صاحب العين. الزوجُ: امرأة الرجل، وهي لغةٌ في الزوجة، زوجة الرجل. والزوج يقال

للذكر، ويقال للأنثى وهو لفظ مشترك. فالزوج المرأة التي لها بعْل، والزوج: الرجل الذي له امرأة،

والزوج ضد الفرد. وأصل الزوج: الشكل. يقال: زاوَجَ بين هذين؛ أي شَاكَلَ بينهما. وقال أبو بكر

بن دريد: كُلُّ اثنين زوجٌ، وكلُّ أنْثى وذكر: زوجان. وفي كتاب الله تعالى

<<  <  ج: ص:  >  >>