للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

فقول الخطابي مخالف لما حكى يعقوب وأبو علي.

وقال صاحب العين: البادية اسم الأرض التي لا حضَرَ فيها، وإذا خرج الناس منَ الحَضَرِ إلى

المراعي والصحاري قيل: قد بدَوْا بَدْءاً. والاسم البدء.

وقال الله تعالى وتباركَ (وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ). يُرْوى أن مسكن يعقوب عليه السلام كان بأرض كَنْعَان، وكانوا أهل

مواشٍ وبرية.

ويقال: أهل البدو وأهل الحَضر، ويقال: بدَا الشيء يَبْدو بُدُوّاً إذا ظهر. وبدا لفلان في هذا الأمر بداً

وبدْءاً. ونظير بدا: ظهر وعلن، ويلتبس به بدأ يَبْدَؤُ بدَاءً بالهمز، وليس منه في لفظ ولا معنى؛ لأن

الأول من الظهور، والثاني من الإستئناف.

وفي كتاب الله تعالى (وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ). قرأه أبو عمرو بن العلاء (بادئ) بالهمز على معنى: اتّبعوك في أول

الرأي، ولم يفكروا ولم ينظروا ورواها نصير بن يوسف عن الكسائي.

وقرأ القُرَّاء الستة بادي بغير همز. والمعنى: اتبعوك في ظاهر الأمر.

<<  <  ج: ص:  >  >>