صاحٍ، ندفعُ ظالمنا ببنانٍ وراحٍ. وقدْ كُنّا نذُودُه منْ جَلالَتِهِ ومَهَابَتِهِ بأمْضى سُيُوفِ وأنْفذِ رماحٍ. يا حَرَّها على
الأكبادِ، ويالها مُصيبَةً فتَّتْ على الأعضادِ، وعَمَّتْ أهل الرُّبا والوهادِ، وقدحتْ في الجوانِحِ والعُيُون
نارَ الجَوَى والسهادِ:
إذا ما دَعَوْنَا الصَّبْرَ بعدَكَ والبُكَا ... أجابَ البُكَا طَوْعاً ولم يُجِبِ الصَّبْرُ
فإنْ ينقطعْ منكَ الرَّجاءُ فإنه ... سيبْقى عليكَ الحُزْنُ ما بَقِيَ الدَّهْرُ
أُشْهِدُ لقدِ اسوَدَّ ناظري من الأرضِ حينَ نُعيَ، وتَمنَّيْتُ أني دُعيتُ فأجَبْتُ حينَ دُعي:
وأقبَلَ ماءُ العينِ مِنْ كُلّ زَفْرَةٍ ... إذا ورَدتْ لمْ تَسْتَطِعْها الأضالِعُ
فُجِعْنا به حينَ نَظَم الفَضائلَ كُلّها نَظْماً، واستولى على أمدِ التَّقْوى شدَّا وحزْماً، واستوى على ذِرْوَةِ
المَعَالي سيِّداً ضخْماً، نراهُ للإسْلامِ أمْنَةً وسكَناً، ونَعْتَدُّهُ قيماً على أماناتِ الدَّهرِ مُؤتَمَناً، ونَعْتَقِدُهُ مِمّنْ
بَشَّرَ الله منَ المؤمنين الَّذين يعملونَ الصالحاتِ أنَّ لَهُمْ أجراً حسناً:
وَكُنْتُ أرَجِّي أنْ أُمَلاَّهُ حِقْبَةً ... فحالَ قضاءُ الله دُونَ رجَائِيا
ألا لِيَمُتْ منْ شاء بعْدَك، إنَّما ... عليكَ، مِنَ الأشياءِ كان شائيا
ولئنْ سُرّ بيوْمِهِ الشامتُ والكاشحُ، فما ألْوى به الخطبُ الفادحُ الكالِحُ، إلاّ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute