للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

قال أبو إسحاق:

انتهى ما اختلسْتُه واخْتَطَفتُه، ومن أزْهارِ كَلامِهِ واقْتطَفْتُه. ويا حُسْنَها من أزَاهِر، وبدائِعَ وجَواهِر.

أفْكارٌ وألْبابٌ، أحْسَنُ منْ ساعَاتِ الوِصالِ والاقتِراب، بعدَ يَأْسٍ منَ الأحْباب، أُمْنِيةُ راغِبٍ، وعَقِيلَةُ

مُبْتَغٍ وطالِبِ. موالك للقلوب والأسماع، وأفتَنُ منَ الحَسْناء سافرَةَ القناع:

لوْ كنَّ في فَلَكٍ لكُنَّ كواكِباً ... أوْ كُنَّ في وجْهٍ لكنَّ عُيُونَا

وكان الأديب أبو العباس رحمه الله فريد الإبداع في زمانه، معروفاً بانطِبَاعه وإتْقانِه، ولَهُ في أنواع

المديح قصائدُ سُلْطَانيات، تُوليكَ كثْرة طائل، وتدلكَ على أنْبَلِ قائل. بصير بمعاني اللغاتِ والآداب،

كثير التَّنْديرِ في كَلاَمِه والإغرابِ، وقدْ أثْبَتُّ في هذا الديوان من شعره المليح المعاني، السَّالمِ المبَاني،

ما يَسْترِقُّ القُلوبَ والنفوس، وتتيه بحُسْنه المَهَارِقُ والطُّرُوسُ.

وُلِدَ لعشر ليال خلت من شهر رجب الفرد سنة ثمانٍ وسبعين وخمسمائة، وتوفي رحمه الله ضحى

يوم الثلاثاء الثالث عشر لجمادى الأخرى سنة خمس وستمائة.

وقال الفقيه الوزير أبو الربيع سليمان بن موسى الكَلاَعي البلنسي من أهل عصرنا، في مدح

الرسول وأزواجه، والصحابة وأهل البيت، وسَمَّى هذه القصيدة: "نَتِيجةُ الحُبِّ الصَّميمَ وزَكَاةُ المنثُور

والمنْظوم" نفعَهُ الله بما صَنَّفَ ونظم في أهل البيت، وفي تَعْزِيزِ نبينا المصطفى المكرم، وفي

أزواجه، أمَّهاتِ المؤمنين

<<  <  ج: ص:  >  >>