لحسنها، ولا ذقت طيبا إلاّ عادَ عَلْقَما لشجوها. فاستوي الأمير جالسا، وعَبَراتُه تسكب. فقال: يا أبا زيد كاد الجهلُ يَسْتفزني،
والصِّبا يعودُ لي، والحِلمُ يغْرُبُ عنِّى. أتعرف تلك الجارية؟ قلتُ: لا، أعرفها أيها الأمير. قال: تلك
الذَّلْفاءُ التي يقول فيها الشاعر:
إنما الذَّلْفَاءُ ياقوتةٌ ... أُخْرِجَتْ من كيسِِ دِهْقانِ
اشتراها أخي الوليد بألف ألف درهم، وهي عاشقة للذي باعها، فلا يتمتع بها أخي ولا غيره إلا على
تلكَ الحال. ووالله ما يموتُ من رآها إلاّ بحسرتها، ولا يَدخُلُ القبر إلا بِغُصَّتها، ولكن في الصَّبرة
سُلْوَة، وفي توقُّع الموت بهتة. قُمْ أبا زيد واكتُمْ، فقلت: أفْعَلُ أيها الأمير، وَأمرَ لي ببدرةٍ فأخذتُها
وانصرفتُ.
قال الأصمعي في الأنف الذَّلِف؛ وهو قِصَرُهُ وصغَرُ أرْنبته: يُقال رجَلٌ أذْلَف، وامرأة ذَلْفاء.
قال أبو النجم:
للشَّمِّ عندي بهجةٌ ومَوَدَّةٌ ... وأُحِبُّ بعض ملاحَةِ الذَّلْفاءِ
وقال العجاج:
بسلهبينِ فوق أنْفٍ أذْلَفَا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute